14434890_1293124487405238_4764758096146763490_o

ربيع.. يا سيدتى كم انا عاجز عن الشكر، قد جعلنى عنادك، رجلًا يحتسى الجعة فى الصباح، ويقرأ فى الجريدة عن اخبار المفقودين فى الحرب، وفى الليل يجلسُ فى المقهى، يلعب الشطرنج مع بعض الحمقى، من الذين تخلفوا عن القتالِ،وحملوا أثم الخطيئة..

فآعاود وانا معبأ برائحة دُخان السجائر وانتِ مازلتِ ناظرة الى المرآة.. تحاولين طمس شعرة بيضاء، غير عابئة بالحقيقة، انها بلون تراب الوطن؛

صيف.. اتصبب عرقًا، أبلغ قوائم الانتظار، انتظر ان تمنحينى حق اللجوء إليك.. لكنكِ تؤمنين بالحدود الأمنة، وانا روحى فيك مُهلهلة، لا استطع معكِ صبرًا، لتدفعيننى لهجرٍة غير شرعية ..المح فى عينيكِ نداءالوطن، وكلانا يفتقد الهوية؛

خريف.. انا الفائز دائمًا، سئمت تحقق نبؤتى ، بعد مُر الهزيمة، تُلقى النسور رايات الياسمين على جيفة الغُزلان وعند حافة النهر، تركضُ حبات التوت حتى المصب.. فهل تمنحينى خُسارتى بخطاب رثاء؛

شتاء.. حان وقت الغروب، الطبول توقفت عن القرع، وجسدى المثقوب يشعرُ بالصقيع، انفضُ عنى غُبار المعركة، شريد بلا شارةاو دليل، احمل فى جيبى صورة لجدتى، وقلم رصاص، احيكُ به همهمات العائدون من القتال.. ابحث عن النصر لليلة واحدة، وحواءلا تمنح السيف،الا لمن يملكون الثمن.