من خلفِ نافذتي
أُغافلُ سَوطَ سَجَّاني
ورائحةَ الهواءِ السَّامِ
أبواقَ الحَرَسْ
.. .. ..
وأَمُدُّ كفِّي بالحبوبِ لتأكلَ الأطيارُ منها
كي أُحسَّ برفَّةِ العُصفورِ مُنتشيًا
فَتمرُقَ من خلالِ حديدِ نافذتي
حياةٌ .. كم أُصيبَتْ بالخَرَسْ !!
.. .. .. ..
كمَنْ يُقاومُ موتَهُ
غرقًا ببحرٍ من رمالِ الصَّمتِ
أَبسُطُ قلبيَ المصنوعَ من خشبِ النُّعوشِ
ومن زُجاجِ نوافذِ السَّحبِ المريضةِ بالفِصامِ
ومن عقاقيرِ الرَّسائلِ
أَجمعُ الصُّورَ البسيطةَ في الحياةِ
لكي نُكَوِّنَ عَائِلَهْ
.. .. .. ..
كَفَّانِ من شمعٍ بوجهِ الشَّمسِ تنصهرانِ
يشتعلُ الحنينُ إلى الهواءِ الخارجيِّ
فيصرخُ الحُلمُ المُخَبَّأُ في مَسَامِّ الرُّوحِ
أُبصرُهُ سَجينًا تُنزعُ الأظفارُ بالدَّمِ
من أصابِعهِ .. فيبكي ..
بينما البَسَمَاتُ تَصهَلُ
في ملامحِ ذلك الجلادِ
ويلٌ .. إنها هي وحدَها
أمسَتْ لحُلمي قَاتِلَهْ !!
.. .. .. ..
الآن ألمحُ ذلك العُصفورَ
يمنحني رداءَ شُجَيرةٍ عذراءَ
أنظُرُهُ يُصَوِّبُ عينَهُ كرصاصةٍ نَفذَتْ
مِنَ الجدرانِ تَسكنُ قلبَ سَجَّاني
وتغسلُني ابْتِسامتُها .. :
“نَجوتَ صديقَنا ، لا تَبتئِسْ ، فإذا ظَمِئْتَ
فلا تُنادِ الغَاشِمَ المُحتَلَّ روحَك ..
وادْعُ مَنْ أَحبَبْتَ فينا ..
إنَّكَ المختارُ تَسكُنُنا ..
فتنظرُ من خلالِ عيوننا
ما قد تَساقطَ من دموعِ الشَّمسِ
في زمنِ خَريفيِّ المشاعرِ
يا رفيقَ الحزنِ ، إنَّكَ مِنَّنا
وإنِ اخْتَلَفْنا في عُيونِ السَّابِلَهْ