بقلم / هدير على

اعتدلت في جلستها بعد محاولتها أخذ قسط من الراحة بعد كل ماحدث في الصباح ومارآته في صلاتها , تحاول أن تستوعب صوت الصراخ التي سمعته مجددا .. تتسائل ” أهي حقا مستيقظة وسمعت صراخ مرة أخري ؟! أم أنها من كثرة التفكير فقدت الوعي وتتذكر صوت الصراخ التي سمعته في الصباح “!.. لكن الحقيقة أنها مستيقظة الأن .. كل شيء حولها يوحي بذلك , الأصوات التي تاتي إليها من بعيد .. تتسائل ” هولاء من ؟ّ! ماذا يقولون ؟!! ” لقد سمعتهم يهمهمون بشيء ” م , ا , ت ؟! م , ا , ت , ت ؟! نعم , نعم ,أنهم يقولون ” ماتت ” من هي التي ماتت ؟!! يقولون ” إنا لله وإنا إليه راجعون ؟!! أنهم يبكون بكاءً شديدا ؟! أنهم يقتربون .. يقتربون كثيرا ..الكلمة تردد بقوة تلك المرة وبصوت يكاد يخترق أذنيها .. تلك المرة تسمع الكلمة بوضوح شديد ” ماتت ” ” إنا إليه راجعون ” .. شاردة الذهن .. مشتتة الأفكار ..لا تستوعب ما يدور حولها، ولكنهم بدءوا في يتوافدوا إلي المنزل وأصوات بكاءهم تتضح .. لم تكن وجوههم تلك الوجوه التي رأتها هذا الصباح , فقد كانت وجوههم هذا الصباح يكسوها القلق والخوف .. الشفقة علي تلك الأم المسكينة .. لكن وجوههم الأن مليئة بالحزن وخيبة الأمل و الحسرة ؟ّ! بحثت بينهم عن هذا الوجه المألوف بالنسبة إليها ؟ الوجه الذى لم تكن تتخيل حياتها بدونه .. كانت تبحث بينهم عن الوجه الذي تشعر بالراحة كلما نظرت إليه .. أين هو ذلك الوجه ؟! .. دخل الجميع دون هذا الوجه الملائكي .. تسأل “أين ماما ؟ ” . الأب اخفت الدموع ملامحه ؟…كادت أن تفقد عقلها بعد رؤيتها لدموع أبيها، قام أحدهم بمساعدة الأب علي الجلوس … تلك الدموع دليل قاطع علي ما ترفض تصديقه .. نهضت من مكانها … وبدأ الجميع بالمواساة المعتادة في مثل هذه المواقف ” أصبر .. وما الصبر ألا لله .. اصبر واحتسب .. أنها في مكان أفضل من هنا .. كانت طيبة .. كانت وكانت وكانت …. ” .. ألا أن تلك المواساة لم تخفف من حدة الوضع شيئا .. فقد رحلت الأم .. ذهبت يد الحنان .. رحلت المواسية الحقيقة في كل موقف .. لم تشعر الفتاه سوي بأحدهم يرفعها من حضن أبيها وهي تبكي بكاء هستيريا وهى تقول : _ ” احضني يابابا ”