دائماً ،
يرفع البحرُ شارته اللؤلؤيةَ ،
في خاتمِ الجولاتِ ،
وأرفع لونَ انهزامي !
ومذْ فقد الوقتُ رهبتَه ،
وانكسرنا على مائداتِ التفاوضِ
وأنا أستكين لما خلَّف القلبُ :
من جزعٍ ،
وأعضُّ انقسامي.
كانتِ الأرضُ واسعةً
بامتدادِ الحقولِ ،
وكان الزمانُ لنا ،
والفراشاتُ ،
والبيرقُ الأرجوانيُّ ،
والمستحيلُ ،
وكنت أرى البحرَ مبتسماً
دائماً ،
والعصافيرَ تطلع من قببِ الجامعاتِ ،
ومن شرُفاتِ المسافةِ :
تكبر فيها الميادينُ والأروقةْ
فجأةً ،
يجمد الصمتُ ،
والذكرياتُ التي انفلتتْ من أصابعنا
مارقةْ !
شدَّني الموجُ للطرق المستكينةِ ،
أُحصي الذي قد تبقَّى من العمرِ
والأصدقاءِ،
وأبكي الذين توارواْ ،
وهم يشغلونَ الوطنْ
ربما جاوزتْني المواعيدُ وهيَ
تحدِّق في الطلِّ ،
أو طاردتْني المدنْ
غير أنِّي قصدتُ إلى البحرِ ،
فاستوقفتْني المياهُ ،
وكنت أفرُّ من الذكرياتِ التي
أنكرتْني،
ومن شغفِ الأصدقاءِ الذين توارواْ،
ومن شرُفاتِ الزمنْ.
قال لي البحرُ ،
حين قصدتُ إليهِ :
– لم تعدْ أنتَ ما كنتَهُ ،
فاتخذْ لكَ غيري .. صديقاً ،
وكنتُ اتخذتُ قراري بأنْ
أتوحَّدَ بالماءِ ،
مخترقاً رهبةَ التجربةْ.
5/4/ 1987