كتبت : منال المغربى

ظاهرة التسول فى بلادنا مشكلة لابد من ان يجد المسؤلين لها حل باّن يدرسوا كل اسبابها ثم يعرضوا حلولا لها فهى تتفاقم يوما بعد يوم وتتزايد بصفة مستمرة ويعانى منها المواطن المصرى.
والسؤال الذى يطرح نفسة هل التفكك الأسري وحدة الذى يلعب دورا أساسيا في انتشار ظاهرة التشرد وأطفال الشوارع اللذين يملؤن جميع الميادين ، فنجد ان تفكك الاسرة يعود إلى الطلاق و ظهور بعض الخلافات الزوجية والمشكلات المستمرة الزوجين بلا ايجاد حلول لها ،
أو الهجرة أو وفاة أحد الوالدين، ، وإلى كبر حجم الأسرة إلى الحد الذي يعجز فيه الآباء عن توجيه أبنائهم أو تلبية احتياجاتهم، وكذلك ارتفاع نسبة البطالة ووجود اسر عديدة في ظل معيل بلا عمل، يجعل بعض العائلات تدفع بأطفالها للخروج إلى الشارع سواء للتسول أو إلى العمل تحت ظروف سيئة جداً ،كل ذلك هو من ألقى بالقدر الكبير من الأطفال الصغار سنا الذين نشاهدهم يومياً يتسولون احيانا ويعملون باعة لأشياء تافهة لا يحتاجها بعضنا في اغلب الاحيان ، فنحن نراهم يوميا وهم يتوددون إلى المارة فى الشوارع ، نرى بعض الحالات تجوب الشوارع بأكياس القسطرة ، وغيرهم ممن يكشفون عن بعض اجزاء من اجسادهم لعرض ما بها من اذى سواء حرق او قطع فى منظر يقشعر لة البدن من أجل استعطاف الناس ، واننى أتحدى أي شخص إن كانت هناك أي مستشفى او حتى مستوصف تقوم بإخراج مريض بهذة الحالة المرضية ، ونرى أيضا من يحملون طفلا مرتديا جلبابا قذر ومعصوب الرأس أو من يقوم باسناد رجل أو امرأة وكأنه حالة مرضية خطيرة، والعديد منهم يجلس على كرسى المعاقين ونجد معهم من يحملون مشقة الدوران بهم يوميا فى الشوارع .
وللأسف الكثير منا يصدق هذه الحالات ويتعاطف معها،و هل يعقل أن شخصا بهذه الحالة يتحمل اللف طوال النهار في الشمس أو البرد، وقد اصبحت تلك الظاهرة متفشية في مجتمعنا بشكل كبير وبطرق مختلفة وكذلك بإحترافية تمثلها فئة إجتماعية بمختلف الأعمار،منها من يلجأ إلى التسول كحرفة يومية متنقلا من مكان الى اخر ، وفئة اخرى لم تنصفها ظروف الحياة، إضافة الى فئة لازالت في عمر الربيع ، ولا نستغرب إن هناك أسرة كامله تتسول بحثا عن الماؤى و الاكل و المزيد من النقود ،وهم اللذين نشاهدهم يوميا فى كل مكان . وهنا نتسأل لماذا لاتقوم المؤسسات الاجتماعية بدورها لايؤاء المشردين الذين يألفون المبيت في الشوارع والحدائق العامة ، والتى راّيت باعيونى الكثير من السيدات اللاتى احترفن التسول ممن يجلسون ويحملون الرضع بين احضانهم ممزقين الملابس غير مهتمين ببرودة الجو حتى تظهره في صورة شبه عاري وتلفت بذلك إنتباه المارة لتحصل على بعض النقود .
ونتساءل هنا أين هو الضمير وما ذنب الأطفال والرضع حتى يصبحون وسيلة لإثارة الإنتباه والشفقة وأين تلك مؤسسات حقوق الانسان و الجمعيات التى تدعي وقوفها الى جانب الأطفال ،
ساءت أحوالنا في زمن السرعة ومواكبة التطور التكنولجى و لكن هل أدرجت أهمية شريحة اجتماعية مهمشة تعيش إقصاء إجتماعي ؟ أليس من المفروض إعطاء حلول فورية لمثل هذه الظواهر … قبل أن ينتقل هؤلاء الأطفال من التسول الى العنف و الإدمان ثم التحرش وبعدها نصرخ من انتشار ظاهرة اغتصاب الاطفال الذى يعانى منها مجتمعنا .
هل هى مهمة وزارة الشؤن الاجتماعية وحدها ام تكاتف كل وزارات الحكومة الشرطة و جميعا لمحاربة هذة الظاهرة التى اصبحت وباء ينتشر و يهدد المجتمع باكملة .
لماذا لاتتولى الدولة انشاّ دور رعاية متكاملة فى كل محافظات مصر من الشمال الى الجنوب يجتمع فيها متخصصين فى مختلف المجالات لتعليم هؤلاء ولتقديم الرعاية لهم .
حيث تتم رعايتهم وفق منظومة داخلية لهذه الاماكن المخصصة التى تتولاها الدولة ويصرف عليها رجال الاعمال فيهتمون بهم من الناحية الصحية فيقدمون لهم العلاج المجانى ومن الناحية التربوية يعلمونهم ويمحون اميتهم ومن الجانب الاجتماعي يوفرون لهم العمل المناسب لكل شخص ويستغلونهم فى احياء الحرف التى بدات بالانقراض ومن الناحية النفسية يعالجون الاطفال اللذين تعرضوا لحوادث الاغتصاب و العنف ، بهدف إصلاحهم وإعادتهم إلى المجتمع كمواطنين صالحين ومنتجين، لان معظمهم خالف القانون بالسرقة و التحايل على المواطنين بالنصب ومنهم متهمين بسرقة الاطفال لاستغلالهم للتسول وتعليمهم اصول المهنة وغالبا هؤلاء الاطفال لديهم نوع من العدوانية نتيجة الإحباط النفسي الذي يصيبهم، حيث يتعلمون في الشارع أن العنف هو لغة الحياة، إضافة إلى ممارستهم العنف مع بعضهم، لشعروهم بالقهر و الظلم والحرمان والتمييز بينهم وبين الآخرين، هؤلاء نشاهدهم يوميا فى المواصلات العامة و نجدهم متمركزين فى المزلقانات وعلى المحطات و فى الاسواق و كل الطرق وعلى ناصية اى شارع رئيسى وعند كل ماكينة صرافة او مبنى فنجدهم منتشرين حول المدارس و الابنية التعليمية ولا يفرقون بين سور مدرسة حكومية او غيرها فالكل متساوى عند المتسولين
ناهيك عن اسلوب التسول المتنوع فى كيفية استعطافك بان يحصل منك على النقود انهم يتفننون فى ذلك ، هذا بخلاف استغلالهم للاطفال باسؤ صورة ممكن ان يتخيلها عقل
. وهذة قضية هامة اطفال مجهولين الهوية ولا احد يعلم عنهم اى شئ ؟؟؟
لقد طرحت القضية وايضا طرحت لها الحل فهل من مجيب !!!