بعد نحو أربع سنوات على انطلاق موقع «بنترست»، والذى حقق نجاحاً ملحوظاً باعتباره مقصداً على الإنترنت للباحثين عن أفكار وإلهام لتجديد منازلهم وحدائقهم، ومحبي الأشغال اليدوية، والطهي، والفنون.

لكن نجاحه يعتمد أساساً على مستخدميه من النساء، في حين يُواجه مشكلة في اجتذاب النصف الآخر من المجتمع ، أي الرجال.

ويكتسب الأمر أهميةً متزايدة مع اتجاه «بنترست» لنشر الإعلانات يناير الجاري ، ما يدفعه إلى تعزيز جهوده لتسهيل وصول الرجال للمحتوى الذي يهمهم، وتغيير السمة الشائعة عن الموقع، وجهةً مُفضلة للنساء، وهو ما يُرجعه البعض إلى طبيعة المحتوى الغالب على الموقع، في حين يراه آخرون على صلة بتصميم الموقع الذي لا يُلائم طريقة معالجة الرجال للمعلومات، كما جاء في تقرير نشرته صحيفة «ذا وول ستريت جورنال» الأمريكية.

وأظهرت دراسة أجراها «مركز بيو للأبحاث» في الولايات المتحدة، ونُشرت في يناير الجاري، أن نحو 42% من مستخدمات الإنترنت الأمريكيات يستخدمن «بنترست»، ما يُمثل قوة شرائية فعالة تتطلع إليها الشبكات الاجتماعية المنافسة، ولا يحظى بها سوى موقع «فيس بوك» الذي يجتذب نسبة أعلى من النساء الأمريكيات على الإنترنت.

لكن شعبية «بنترست» بين النساء لا تكفي لتحقيق طموحات الموقع ليصبح الوجهة الأفضل للاكتشاف على الإنترنت؛ إذا يصعب عليه بلوغ هذه المكانة مع بقائه بعيداً عن النصف الآخر من المجتمع.

وقال رئيس قسم التسويق في الشركة، ديفيد روبين: «نحاول حقاً تفكيك وفهم الأمر، بحيث يُمكننا أن نوصل للرجال أن (بنترست) بالتأكيد لهم».

وأظهرت دراسة «بيو» أن 13% فقط من مُستخدمي الإنترنت الرجال في الولايات المتحدة يستخدمون «بنترست» مقارنة بنسبة 8% في عام 2014.

وتقدر شركة «كوم سكور» للتحليلات الرقمية أن النساء شكلن نحو 71% من مُستخدمي الموقع البالغ عددهم 72.5 مليون شخص في ديسمبر الماضي.

ويجعل ذلك «بنترست» الشبكة الاجتماعية الأكثر تفضيلاً لدى النساء ، فيما تبدو تجربة الرجال في الموقع أشبه بزيارة القسم المخصص للنساء في المتاجر، ما يدفع الشركة لمحاولة جعل إيجاد الرجال للمحتوى الذي يريدونه في «بنترست» أكثر سهولة.

ويزداد أهمية هذا المسعى بالنظر إلى إتاحة الموقع نشر الإعلانات ابتداءً من يناير الجاري ، وكانت شركات استثمار رأس المال المخاطر قيّمت «بنترست» بخمسة مليارات دولار في عام 2014، على الرغم من غياب الدخل الذي يُؤهله لمنافسة الشبكات الاجتماعية الأخرى مثل «تويتر» و«فيس بوك» و«غوغل» في إيرادات الإعلانات.

وتسمح الخدمة الإعلانية الجديدة من «بنترست»، بتوجيه الإعلانات للمستخدمين بناءً على سمات محددة مثل اهتماماتهم والموقع الجغرافي ونوع المحتوى الذي بحثوا عنه. وتظهر الإعلانات ضمن نتائج البحث أو ضمن المحتوى الخاص بمجال محدد..

ويُفضل مديرو شركة «بنترست»، التي تتخذ من مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية مقراً لها، تحديد هدف الشركة بالعبارة التالية: «نريد أن نُقدم للاكتشاف ما قدمه (غوغل) للبحث»، ما يشير إلى رغبة موقع «بنترست» في أن يكون الوجهة الأولى التي يقصدها شخص يرغب مثلاً في البدء بتغيير ديكور منزله، أو يبحث عن وصفات طعام سهلة الإعداد للعشاء، بهدف الوصول إلى أفكار جديدة.

لكن الواقع يقول إن جانباً كبيراً من المستخدمين، وهم الرجال، لا يبحثون في الموقع، ما يحرمه من جمهور كبير للإعلانات.