(من أقوالِ أبي فِراس الحمداني في الأسرِ)

أعودُ إلى الليلِ
أحملُ كلَّ الجراحاتِ نحوَ التَّوحُّدِ
يُثقلُني الرُّمحُ
ذاكَ الذي علَّموهُ بأن يلتقي بالبراءةِ.،
في زمنِ الأقحوانِ
وعُدتُ إلى الأسرِ
في مدنِ اللكنةِ المستباحةِ
عُدتُ بلا سيفيَ المستطارِ
وأنتَ..
كما أنتَ لما تزل..
تستبينُ الرُّجولةَ في معصميكَ
وتعقدُ حدَّ الصَّرامةِ في حاجبيكَ
وتحلمُ..
في آخرِ الليلِ بالصولجانِ
***
أطفأتُ مصباحي القديمْ
وجعلتُ بعضَ الليلِ أوردةً
تُمرِّرُ نشوةً للصَّمتِ.،
في قلبِ العذاباتِ الملبَّدةِ الغيومْ
هذا مساءُ النَّشوةِ الأزليَّه
فاتركْ لكفَّيكَ العنانَ.،
لرميةٍ أُخرى مِن النَّردِ الكتومْ
علَّ المساءاتِ التي قد أرهقتكَ.،
تُمارسُ التِّرحالَ أُغنيةً تُبدِّدُها المسافاتُ العضال
***
تلك السُّنونُ المبهماتُ
مررنَ في إغفاءةٍ أُخرى لوجهِ البحرِ
صافحتُ الطَّريقَ بجبهتي
أصبحتُ أمقتُ أن أسيرَ مناوئاً حلمي نهاراً
مُخرجاً في الليلِ
أصداءَ المشاويرِ الطُّوال

من ديوان مساء تدلى على قدمى