أيا أيقونة المعنى أفيقي
بحب صادق وهوىً رقيقِ

سأنقش في مسام الريح حبا
موشى بالزمرد والعقيقِ

ِ
سأنزع من حنين الضوء عطرا
خرافيا يكفكفه بريقي

وأزرع بين كفيك اشتياقي
وأرمي كل أحزاني وضيقي

وألتحف الحروف لعل همسًا
يوشوش خافقي ليجفّ ريقي

حبال الوقت ترمي مبتغاها
وحلم الأمس يستجدي شروقي

أأوهام تتمتم باحتراف
لتشعل في صدى المعنى بروقي؟

فيا عجبي تكتل كل صمت
بأرض ضاع في يدها طريقي

تشب النار في عمق انفعالي
أفرّ إليك كي تشفى حروقي

أصار الحب شُبّاكًا بعيدا
يصفّ الشوق من زمن عتيق؟

ِ
وأوجاع تدك دمي وتمضي
تأسس أحرفي بغدي الغريقِ

ِ
متى ألقاك يا لحن الأماني
لترحل للمدى أنغام شوقي

خالدة النسيري

🍃🌾🍁🌻🍁🌾🍃

💐أ.خالدة النسيري 💐
تستوقفنا أمام جوقة من الصور المدهشة تعزف من خلالها الألحان الملائكية التي تتولد لنا من خلالها القصيدة التي تتجاوز -في مساحات انفعالاتها- سرعة الصوت ، فأينما ثوى الحب وجدنا القلوب له مرتعا خصبا لايبارحها قيدَ أُنمُلَة ، لكن أن يثبت الحبّ في مسام الريح :
سأنقش في مسام الريح حبا
موشى بالزمرد والعقيقِ

فهنا تستوقفنا عجلة الزمن على صفحات قوانين الفيزياء لنراجعها مع ( إسحاق نيوتن) لنتدارس معه قوانين جاذبية الحب أو ربما تسعفنا مؤلفات ( ألبرت آينشتاين ) لتفتح لنا مؤلفاته آفاق “النسبية” بين ذبذبات الحبّ ، وإن كان استحضار ( ستيفن هوكينغ ) ضروريا فلابد أنه سيوافينا من كتابه ( تاريخ موجز للزمان )؛ لنعرف كيفية نقش الحب في مسام الريح ،وإلاّ سنضطر معه للتفتيش في كتابه الآخر ( تاريخ أكثر إيجازا للزمن )
الذي ربما سيفكّ لنا شفرة قول الشاعرة :
سأنزع من حنين الضوء عطرا
خرافيا يكفكفه بريقي

فكأننا أمام بوتقة تتلألأ فيها خلطة سحرية فيها ( إكسير الحب) الخرافي الذي تتناقله الأجيال عبر الأثير بسرعة الضوء..
فالمدى مليء بالخيالات المنساقة على أوتار العاطفة ، والمتولهة في رياض المشاعر ؛ لتختزل عجلة الزمن بين زرع الاشتياق ، ورمي الأحزان:
وأزرع بين كفيك اشتياقي
وأرمي كل أحزاني وضيقي
ويصبح العالم مُنْكفِئاً
على :
حبال الوقت ترمي مبتغاها
وحلم الأمس يستجدي شروقي
وأي قياس لحبال الوقت ؟
إلاّ بــ”جهاز رنين دقيق” نلحظ دقة نتائجه بــ” حلم الأمس” ؛ ليلتصق ” جين الحبّ” كل خلايا أجسام المحبين تدفع كل ” فيروس” من أوهام الشكّ التي
تضطرم فيها نار الانفعال لتجد شفاءشفاء القرب ، وسلامه :
تشب النار في عمق انفعالي
أفر إليك كي تشفى حروقي
وهنا تلاحقنا التساؤلات المتلوّية بين لهيب الشوق ، فنأخذ جذوة من زمن المحبين ؛ لنقارب بها زمن الجواب على ذلك التساؤل الذي أخذ مساره في التعجب طواعية :
أصارَ الحب شباكا بعيدا
يصف الشوق من زمن عتيق؟

هنا تدبّ الحروف صرعى مغشيا عليها من الغد القادم ، الغد المحمّل بين غلالات الوجع :
وأوجاع تدك دمي وتمضي
تأسس أحرفي بغدي الغريقِ

لاتكفّ الحروف في أن تأخذ مكانها ، وتتفاعل في معمل الأحاسيس ؛ لتستفيق على نداء تحمله ذبذبات الأحرف ( الخالدة ) ؛ لتستوضح لنا بصمة ( النسيري ) الوراثية بكل جلاء لاستحضار قصيدة لاتدانيها في الأفق قصيدة ، فيها ( DNA)
الحب الصادق والهوى الرقيق:
أيا أيقونة المعنى أفيقي
بحب صادق وهوىً رقيقِ

هذا مااستطاعت أناملي أن تسطره من خلال تهويمات حروفي التي لاتفتأ تلهث وراء معانٍ في خطوط مجرّات
( خالدة النسيري )
الشاعرة اليمنية المبدعة.