ذاكرة
الرجل الذي يقف الآن تحت الشجرة 
كان قد نسي نفسه داخل غرفته 
وكما تراه 
يرتدي حذاء جديدا 
وجسدا أخرجه من دولاب ذاكرته 
ربما تراه وهو يلد نفسه عند الباب 
مرة  تحت أقدام إمرأة جميلة جدا وبلهاء 
مرة  كأرنب بري يقاوم ذكرى مطاردة من صياد أعمى 
الأرنب يحاول  أن يموت خارج المصيدة 
التي رسمها الصياد على لوحته
أو كعصفور يحمل بمنقاره بكاء عجوز عابرة 
لها بيت كبير وأحفاد يلعبون
في ذاكرة مثمرة من زيتون وحزن 
القنابل لم تقطع رأسها 
ولم تصب العجوز بتشوهات في ثدييها
احفادها وبيتها تحت التراب 
 ووجها ما زال يزهر 
كلما تذكرت أنها ماتت قبل سقوط القنبلة 
أو ربما يلد نفسه 
كنقار خشب يترك الشجرة التي يقف تحتها الرجل 
وينقر في أخشاب ذاكرته