لن يلتفت أبدا للمتأخرين

المتلكئين علي الأرصفة

والنازفة قلوبهم

فقط علي قضبانه

تتهالك الأجساد

وتنبت علي أطرافها أشجار من الزوال

لا محطات لوقوفه

ولا قلب له

فقط يبث في راكبيه أفلام رعب

لا تنتهي

لا ينقطع صفيره

ولا تهدأ طواحينه

طريقه الممتد

يبعث علي السأم

ويملأ أركان الروح وزواياها

بمزيد من الملل والكآبة

كيف لي أن أجتازه

دون أن أكون فريسة لصليله

أو أن أكون صرخة تخرج من بوقه

علي مقاعده تتكوم الأجساد

محشوة بروائح مختلفة

ها أنا أسمع صهيل عجلاته وهي تسبق

صوت طلقة

تندس دونما خجل في لحمي النيئ

أشعر أن قبرا كان بحجم ذرة

أتسع فجأة ليحتوي قلبي البدين

الأوردة لا مكان لها تحت جلدي

لا تميزنا الأسماء

ولا الوجوه

التجاعيد وحدها تمتلك حق التحدث

كلما صرخت أكثر

أزداد قطارنا جنونا

ثم اتجه إلي حافة غيمة

تم شقها بمشرط جراح أعمي

سقط الماء دما

فامتدت علي جانبيه

حقول أشجار ذات رؤوس

خلقت من هلع وعويل

لا شيء يسمع في الآفاق غير سكونه المميت

كان يصنع من ظهره مائدة

ومن أجسادنا أطباقا شهية لعشائه

صوت من بعيد يهمس

أيها الهالكون

أنا في انتظاركم

سوف ألف سجائري من أمعائكم

وسأطحن أحلامكم

تلك التي ترتدونها

لتقيكم من صقيعي