فكرة مواجهة الكتلة !
أزمة نفسية، وحالة block thinking. هتقابل شخص يتصدى لمجموعة أصوات مرة واحدة ، بدلًا من مواجهة فرد لفرد حتى وإن كانت خالية من التكافؤ .
الفرد في حالة الانعزال عن جماعته يشعر بخوف الطفل المنفصل عن الأم، لذا فهو مهما أظهر من شجاعة وقوة ظاهرية، لكن داخل نفسه يقبع الخوف والذعر !
هذه كانت بداية التصدي لفكرة الثورة لتحريرها من القوة والنيل منها، بداية من التصنيف، ومواجهة كل جماعة ، أو كل وحدة مُكونة للكتلة الأكبر ودفعها تحت عنوان مكتوب بخط عريض ، نحو قائدها !
مثلا مشكلة تواجه الصيادلة، يتوجه المتضررون من الصيادلة للنقابة، حتى تمت منهجة كل الوقفات الاحتجاحية لوقوف أصحاب المطالب أمام النقابة الخاصة بهم ، وسُميت هذه الحركة في التصنيف( مطالب فئوية)، والطريقة لحل مشكلات الصحفيين أو الأطباء أو قوات الأمن المركزي عقب الثورة مباشرة، وخلال الاشهر اللاحقة بهذه الطريقة.

من هنا نبدأ

ومن هنا يتم التصدي للكتلة باقناعها بالتفكيك الذاتي ، بزعم أن الحل يكمن في دراسة التفاصيل ، ومن هنا أيضا يتم توجيه الكتلة لتقويض الحضارة والفتك بالبُنيان المُتصدع، لأن الكتلة دائمًا قوتها غاشمة، ونادرًا ما تتحرك بفعل التوجيه، لأن الكتلة تتحرك بالدفع .
فكرة التصنيف ونشر رأي داعم لإرهاب عوام المسلمين لعوام الأقباط يهزم بُنان الوحدة الإنسانية ويُمزق النسيج المصري بدعاوى الحُرية ، والديموقراطية ، ونشر رأي مظلوم ومجني عليه.
نشر هذا الرأي في هذا الوقت ، والتظلم في وقت لا نعرف من الجاني! قد يكون نذيرًا بإشاعة حرب أهلية باقتدار يقودها مسلمون ضد مسلمون، ومسيحيو مصر ضد مُسلميها، والعكس صحيح.
لكن الحقيقة أن الذي يحدث هو تدمير ذاتي للجسد الواحد الذي نسيجه عظام ولحم وشحم وسوائل!
المنعطف الآمن الذي نتمنى كمصريين حريصين على حفظ الصمام الآمن في مكانه، هو التصدي لكل حادث فردي باعتباره نوع من الاعتداء، ولا يجوز بالمرة نعت كامل البشر بصفة العنصرية طالما كان هناك عنصرا وحيدا شاذا،
هذا العنصر الوحيد يخرق قاعدة القياس، والشاذ لا يُقاس عليه.

وإن كنا شعرنا بالظلم الأكبر عقب الثورة حيث نادى أصحاب الحقوق والمظالم ( المعروفين بصفاتهم وهيئتهم) بحقوقهم وتعويضهم ولم تُرد إليهم، فنادت الجموع بالعدالة الناجزة ، ورأت الدولة وقتها المحاكمة العسكرية للمدنيين عقابا صارمًا رادعًا ،وصرخت الجموع أنه من الظلم محاكمة المدنيين محاكمة عسكرية ، فتم اللجوء إلى الحلول القضائية، والالتزام بما نصت عليه سواء في منطوق الحكم النهائي بالتعويض أو بالعقوبات .

لا يجوز إشعال النار في النفوس؛ وإحراق العلم المصري على أراضي مصرية، لأن شخص ما قد اختار أن يعرض مظلمته، لأنه مسلم تعرض للاضطهاد كمسيحي (مسلمة لا ترتدي الحجاب)
جائز جدًا أن يتعرض المسلم للاضطهاد والتنكيل به من جماعته ،لأن أي جماعة لا تقبل إلا بمن يُشبهها ، وترفض المُختلف ..
هذا الوقت لا يحتمل نشر الحماقات ، لأن هذه المرأة لم تطالب بالتعويض وقتها عن ظلم بيّن تعرضت له، والآن ، وفي هذا الوقت بالذات تُطالب الناس أن يتطهروا من خطايا التفكير!!!!!!
وإن كان هناك نجاح تحقق في دخول الثورة في حالة الأزمة، فليس من داع أن نظلم أنفسنا بأنفسنا .
السماء مُثقلة بالغيوم، ستُمطرنا جميعًا..
#قاطعوا_الإعلام_الغث