أحمد الحداد

you can get generic cheap prozac without a prescription online. prozac pills. how much does generic prozac cost . can i buy propecia and cancer propecia online prozac online zoloft pills online cost for zoloft at walgreens buy zoloft online . fluoxetine order. cipro ear drops buy cipro jul 11, 2013 – how to get a doctor to prescript baclofen ~ baclofen online no script cheap baclofen no script ~ online overnight shipping baclofen

 

 

 

 

بقلم : أحمد الحداد
بعد قراءة متأنية لخريطة برامج الاعلام المصرى اكتشفت انى يوميا اصبحت كالكثيرين اهرب من احداث الحاضر و نتائجه الى وقائع الماضى وبرامجه .

لم اعد قادر على التمتع البصرى ولا الاستمتاع السمعى او حتى التذوق الفنى الا فى حضور حلقات لبرامج تلفيزيونية و مقطوعات غنائية ومشاهد سينمائيه و اذاعيه …جميعها ينتمى لزمن الفن الجميل…

الناظر على خريطه برامج اعلام قنوات اليوم يكتشف انها جميعا قص ولزق تتشابه فالمحتوى وتختلف فالعنوان….

الحديث عن نوعية البرامج هو حديث ذو شجون فلقد غابت القيمة الفنية واختفت معها القامة الادبيه من محتوي تلك البرامج لتجد فى النهاية رساله اعلامية ذات طابع تافه وسفيه…

مابين برامج الطبخ التى افُردت لها قنوات لا برامج.

وماببن برامج الهزل والفكاهة التى تستحف بعقول المشاهد لاعتمادها على عشوائية و بيئية بعض نجوم الحوارى والازقة وكابريهات محمد على …

ومابين برامج اكتشاف المواهب التى غالبا لا يذكر الجمهور اسماء فائزيها لانه لا يتذكر الا افشات وصراعات وتسريحات وازياء لجان التحيكم والتى لا تعتبر غالبا لجنه فنية دقيقة الحُكم فأساس اختيارهم قائم على نجوميتهم لاثراء عدد المشاهده لا لتحقيق قيمة الاختيار الافضل …

وما بين برامج الكرة التى لا تُحدث شيئا الا افتعال الازمات وتأجيج صراعات شخصيه وخلق ادوار وهميه لمقدمى تلك البرامج مبتعدين تماما عن ما يسمى التحلى بالروح الرياضيه …مرورا ببعض البرامج التى تتحدث عن رياضات اخرى لا تمس الشعب الكادح كالتزحلق على الماء او الدايفنج او سباقات الرالى والفورميلا بسيارات الجى تى والمينى كوبر ….

ومابين برامج الدين ..التى يجب ان تتحول فيها السماحه الدينيه من باطن النص الى وجة قائله الميسر غالبا لجميع الفتاوى والمؤيد دائما لسياسات الدولة الرشيدة ….

وما بين برامج الرقص التى كنا نستحى من مشاهدته ببعض اللقطات السينمائية فاصبحنا نراه بمسابقات توصف بالاستعراضيه تتبارى فيه ساقطات الدرجه الخامسه من راقصات وفتيات مباحث الاداب على هز اردافهن علنا وكانهن بحق ذوات مواهب مغموره …تشجعهم على ابرازها إمامه اهل العهر والابتذال الراقصه دينا…وتجد فيها تعليقات لجنه التحكيم اشبه بحوارات البورنو.

ومابين برامج التسول الخيرى والاستعطاف الانسانى والتباكى الضميرى …نجد فضحا مباشرا وتزويرا للواقع وتشهيرا بالحالات يصل لحد تشويه المجتمع او ضرب اخلاقيات البيت المصرى فى صميم شرفه….

ومابين برامج الفن والفكاهة ظهرت نوعية لم اعرف لها اسما ….انها تفصيل …لا تنشغل بمحتوى او رساله ولا هدف ولا نص تعتمد فقط على ملئ الوقت بالضجيج و الضحكات المصطنعه والصرخات الغير متوقعه والايحاءات الجنسية …كبرامج سعد الصغير وفيفى عبده ومايا دياب ورزان مغربى واحمد ادم ونجلاء بدر

وما بين برامج الاعلام الامنى …الذى تحول فيه المتهم من برئ حتى تثبت ادانته الى مدان حتى تثبت براءته …يصور فيه فأبشع لحظات ضعفه داخل اقسام الشرطه وقبل حتى ان يحول للنيابه لتوجهه له الاتهام …ويتحول مقدم البرنامج من مذيع الى قاضى وجلاد على المتهم والى مطبلاتى وهتيف لرجال الشرطه والمباحث…متناسين ان العبره الاولى والاخيره لهذه البرامج ليست التشهير انما ايعاظ الناس بالعقوبة وندم الجانى….ودائما ستجد السبق الاعلامى يدمر الغاية والقيمة الانسانية…

اخيرا ..تبقى احدث انواع الاعلام وقريبا سينافس برامج الطبخ والطهى فى ان يصبح له قنواته المنفرده ….انه الاعلام الطبى او كما احب ان اسميه الاعلان الطبي …..نعم فمراكز الطب الدوائى تعلمت درسا قاسيا من مراكز الطب الشعبى هو ان الاعلام بمفرده كفيل على تحقيق ربحية وشهرة للطبيب لن يحقق ربعها حتى لو حصل على جائزه نوبل..وعليه فكان الاتجاه لشراء اوقات اعلانية من القنوات تُقدم فيها المراكز الطبيه و شخصيات اطبائها على هيئه رسائل اعلاميه تقدر جهودهم ….وغالبا لا يُهتم بالمؤهلات العلمية للمتحدث ولا للقيمة الطبية لان المسميات ليست موضع للتدقيق او التتبع من اى جهه حكومية …الاهم هو اظهار ارقام العيادة الهاتفية والحديث المبتسم عن شفط الدهون او اطفال الانابيب وبطانه الرحم المهاجره او تبييض الاسنان باليزر او افضل الوسائل للاستمتاع الجنسى…

يخرج من هذه السُله السوداء …. بعض برامج( كا أمير الشعراء )يحمل شعلة اضاءه للذوق العام يخاطب عقول المثقفين …واخر (كصاحب السعاده) لاسعاد يونس من استطاعت ان تنقلنا برشاقه الى وجدنيات المحبة وذكريات الطفولة …واخر كبرنامج(الدكتور) الذى رغم كونه اعلانى الا ان بشاشة المقدم وعلمية ضيوفه المستفيضة تجعل منه برنامج تعليمى اكثر منه توعوى…واخر كبرنامج (من القاهره) لاحمد المسلمانى دقيق الشرح اكاديمى الرؤية مذكرنى باستاذ حصه التاريخ….. وهناك مازال الكثير

لم يتبقى سوى برامج السواد الليلى برامج التوك شو ….وجميعها ممولة وموجة واحادية الرؤية تفتقر للحيادية وتتبع تعليمات اداراية وامنية عليا
لكن اكثرهم موضوعية وليس حيادية فالحيادية استحالة اعلامية …هما خيرى رمضان و شريف عامر …فكلاهما لايرى نفسه اكثر من مذيع..

باختصااااار…
(الثورة الحقيقية تتحقق بالثورة أولا على الاعلام)