بقلم /خالد محمد الصاوي
والمقصود القوى الوطنية الشعبية ، هي تلك القوى التي تمتلك أيدلوجيات سياسية أو تميل لفكرة الدولة والجمهورية ، ولو قسمنا القوى التي لها أيدلوجيات سياسية سنجدها قوى اليسار المصري الذي له باع طويل في النضال سواء ضد الاستعمار أو الملك وحتى الأنظمة التي جاءت بعد ثورة 23 يوليو ونضيف عليهم القوى الناصرية والقوى القومية سواء من ينتمون للقومية العربية أو القومية المصرية ، وكذلك قوى اليمين الليبرالي الكلاسيكي الذي يمثله حزب الوفد أو الليبرالي الحداثي أما القوى التي تميل للدولة وللجمهورية الكثير من فئات الشعب بما فيهم أعضاء الحزب الوطني المنحل ، والمقصود بالتحرر من التبعية أي التبعية الاقتصادية وهي الأهم وكذلك التبعية السياسية والتبعية في العهد السالف كانت للولايات المتحدة الأمريكية التي بات واضحا من جل تصرفاتها بداية من تقوية التأسلم السياسي وعندما فشل مشروعه في مصر فقد غيرت تكتيكاتها لمحاولات تحريك وكلائها الاقتصاديين والسياسيين ومنهم أيمن نور على سبيل المثال ومنهم عراب الأمريكان في مصر وغيرهم الذين يعملون في الخفاء كالوكلاء الإعلاميين وغيرهم ، كذلك تحريك الدول المحيطة حولنا باستغلال نقاط ضعفها فالسودان تقع تحت العقوبات الدولية النسبية وكذلك محكوم على رئيسها من المحكمة الدولية ، واستغلال وضع ليبيا وقد اختفت الجماعات الإرهابية من سوريا والعراق في وقت قصير وتم توجيهها إلى ليبيا والسودان ، وكذلك تحريك قطر ومقدراتها ضد مصر ونضف التدخل التركي ومحاولة إيجاد مكان يصلح لقاعدة عسكرية تحت مسميات عدة في جزيرة سودانية جنوب البحر الأحمر ، ونحن جميعا نعلم المحرك الأول والأصلي فهي السياسة الأمريكية التي لا يملك أي رئيس يقدود إدارتها إلا الانصياع لتنفيذها وقرار ترامب بنقل سفارته إلى القدس كضربة قاسمة للقضية الفلسطينية ولكي تنفذ إسرائيل مستقبلا خطة الترانسفير والتي ترحل فيها أهل غزة إلى سيناء وكذلك أهل الضفة إلى الأرض والسؤال هنا محل التجربة وهو من سيصمد مع مصر في مواجهة كل هذه الهجمات الاستعمارية التي تتخذ عنها وكلاء مثل قطر والسودان وجماعات التأسلم السياسي في ليبيا وغيرها .
ولكن الرهان أصبح على القوى الوطنية الشعبية فهي حائط الصد الأول للدفاع عن الدولة سواء اتفقت مع النظام أو اختلفت معه لأن المسألة الآن ليست صراع أيدلوجيات في الداخل بل مسألة اليسار الذي كان يندد بالتبعية ، فقد جاء الوقت ليتحول الشعار إلى ألية في الواقع ومازال الخطاب اليساري في القضايا الوطنية يمتلك بريقه في تجييش قوى الشعب ضد محاولات القوى الاستعمارية فيجب عليه أن يكون في المقدمة مدافعا عن كيان الدولة وكيان الجمهورية التي هي أولى خطوات الطريق لتحقيق ديمقراطية شعبية بعيدة عن زيف ديمقراطية القوى الاستعمارية فهم يملكون ديمقراطية زائفة فقد ظهر زيفها في أكثر من حدث فعلينا توحيد الصفوف لنؤازر دولتنا متناسين أي اختلاف مع نهج النظام الحالي فلو حقق لنا النظام ضربة التخلص من الإخوان المسلمين كوكلاء أصليين للقوى الاستعمارية ولو حقق لنا ضربة الاستقلال من التبعية فيكفيه ذلك وسوف نسلم الأجيال القادمة بلدا نظيفا هواؤه محافظين له على أرضه ومقدراته ، فانظروا كيف تلهبون الانتماء والوطنية في قلب الجماهير حتى نتحمل جميعا قدرنا إلى أن ينصرنا الله