الجزائر : الطاهر المقرودي
مشكلة الانسان الشاب الحديث في المجتمعات العربية هو تقيده الكبير بمحيطه الضيق من الحي للعائلة للعمل فغالبية وقته يمضيه بين العمل و البيت في محيط جد ضيق ان سالته هل زرت المدينة الفلانية تجده لا يعرفها بل لم يسافر الى احدى مدن البلد الذي يسكنه طيلة حياته و هو في الثلاثين أو الاربعين من العمر بحيث لا يعي و لا يعرف الأشياء التي تصنع الثقافة الوطنية لتلك البلد بل يظل متعلقا بما تبثه النت و قنوات الفتنة و أعداء الشعوب من تناقضات دينية و ثقافية تجعل منه حقل تجارب أقل ما يقال عنه انه يبقى يعيش حالة عجيبة تخلق عنده نوعا من الانفصام بحيث يظل عرضة لكل واردة و شاردة بين شبكات المخدرات و الجنس المنظمة ثم بعد ذلك سيحصل على كل المعلومات الدينية من شيوخ مزيفين في الشارع و أمام أبواب المسجد يبيحون له كل شيء ويفتون له بكل ما طاب و لذ بفتاوي تشبه الى حد بعيد نظريات ماسونية تجعل من الانسان شبه الة بحيث تبعده عن كل مفيد للبناء و تزرع في مخيلته كل شيء مباح ثم يوجه لمخابر الدين التي تعمل بالشراكة لحثه على التوبة و من ثم التكفير عن الذنب أتعلمون ما هو التكفير هو الجهاد في وطنه و قتل الأبرياء و تهديم الوطن قد يقال أن هؤلاء الشباب المندفعين الى الموت يريدون اعادة مجد الأمة و استرداد المجد الضائع لكن في الحقيقة انهم نقطة في حلقة كبرى لا يعرفونها الا من يروضون خارطة القوة الخفية و منابر السياسة بمعية أطراف خارجية لا تعرفها الا الاستخبارات و بعض المفكرين القادرين على فك شفرة المغلق و تحليل الوضع السياسي للبلدان و بعض من دهستهم الة السياسة و المال العفن