بقلم : خالد الصاوي

مرت السياسة المصرية ومازالت ، بخيبة أمل كبيرة ، حيث أنها لا تقوم بمهامها السياسية ، وتتخبط بعدم معرفتها طريقها ولا تعرف أين مآلها ، فمنذ ثورة 23 يوليو وهي تمر بمنعطفات وطرق مختلفة ، حيث تم مصادرة الحياة الحزبية عقب الثورة ومن ثم تم انهيار الحياة السياسية ، لأنه لا حراك سياسي دون حياة حزبية تقوم على الجدل والحراك ، ثم شهدت الحياة الحزبية منعطفا آخر ، بعد ما أطلق عليه ثورة التصحيح والانقلاب على التجربة الناصرية وعلى منهجها ومنجزاتها ، مع أن الحياة الحزبية ظلت راكدة في منابر السادات الثلاثة ، منبر اليمين ومنبر اليسار ومنبر الوسط المتمثل في الحزب الوطني ، وظلت الحياة السياسية تسير في الماء الراكد ، حيث شكل الحزب الوطني ملامح الاتحاد الاشتراكي وسيطرته على الحكم ، ولم يتغير من ملامح الحياة السياسية إلا تبديل الاسم من الاتحاد الاشتراكي إلى الحزب الوطني حيث تشكل الحكم الشمولي بملامح تزينت بالديمقراطية الزائفة ، مع ملاحظة الانقلاب من الاقتصاد الاشتراكي للاقتصاد الرأسمالي ، وعلينا أن نلاحظ الضربات السياسية التي نالت اليسار المصري ، وهي ضربات موجعة أثرت تأثيرا بالغا على نموه وحركته وفي تلك الأثناء ظهرت جماعة الإخوان المسلمين على الساحة ، فبينما يسعى اليسار للعدالة الاجتماعية ، تدور سياسة الإخوان حول تطبيق الشريعة الإسلامية ، ولم يهتم اليسار فقط بالعدالة الاجتماعية بل ركز أيضا على القضايا الديمقراطية ، في الوقت الذي تأثر اليمين المصري متمثلا في حزب الوفد بكل هذه المتغيرات ، ولكن ظل يدافع عن القضايا الديمقراطية متناسيا  قضايا العدالة الاجتماعية  .

ويأتي السؤال هل خلفت النخبة السياسية بأشكالها وأطيافها المختلفة زعامة تستطيع أن تقود مصر ؟

وهل السلطة فقط مسؤولة فقط  عن هذا الانحدار السياسي ؟

بالطبع لا يوجد على الساحة قيادة تستطيع ذلك إلا الرئيس السيسي ، وذلك لفراغ الساحة السياسية من النخبة السياسية التي تستطيع أن تقود البلاد في هذه الحقبة ، والسلطة متورطة باسئئارها  بالحكم ، وضرب المعارضة ، بل وموتها ، ولكن المعارضة عليها ذنب كبير فيما يحدث ، فأحذاب اليمين والكتل اليمينية ظلت تشارك السلطة الحكم ولو بنسبة هامشية متمثلة في حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين ، أما اليسار المغضوب عليه بسبب قوة نضاله ظل يحرك البحر الميت ولكن وقع في خطأ ، أنه ظن فردانيته في المعارضة ، وأنه ظل يمارس النظال بسياسة ضرب الرأس في الحائط ولم يمارسها سياسة ، تشتد حينا  في قضايا الخصخصة ، وتلين حينا  في القضايا التي لا تستحق الخسارات السياسية ، ونرجو من الأحزاب أن تعيد البناء وتجمع حولها الجماهير ، وتبني تنظيماتها الحزبية بشكل محكم حتى يكون لها تواجد في الساحة السياسية ,