بقلم خالد الصاوي
لم نكن نتوقع أن تكون الحرب ضد الإرهاب ستأخذ هذا الشكل ، بعد أن اطمأنت القيادة السياسية على وضع جيشنا ، بعد شراء هذه الأسلحة سواء البحرية أو البرية أو الجوية من مصادر مختلفة ، قررت ضرب الإرهاب الضربة القاصمة ، فقررت التمهيد للضربة بالطيران الذي تم تحديد المواقع له مسبقا بعد أن تأكدت أجهزة جمع المعلومات ، وطوقت القوات البحرية الإرهاب بامتداد حدودنا البحرية سواء في البحر الأحمر أو الأبيض أو قناة السويس وكان سلاح حرس الحدود مشاركا أيضا لمنع دخول أي دعم لوجستي للإرهابيين وخاصة من جهة الجنوب وجهة الغرب ، ثم جماية مشروعاتنا الحيوية مثل حقل “ظهر ” عن طريق حاملة الطائرات ، وكانت قاعدة محمد نجيب العسكرية التي تقع غربا مستعدة لتقديم أي إمدادات عسكرية ولوجستية لكل الأسلحة المشاركة ، وبدأت القوات البرية المكونة من القوات المسلحة بأسلحتها التي تحتاجها هذه المعركة بريا مثل المدرعات والمهندسين والقوات الخاصة ، كما شاركت قوات الشرطة في المعركة وماتزال المعركة مستمرة ، في سويعات امتلأت سيناء بالقطع الحربية وثلاثين ألف جندي وأصبح الجيش يقوم بمهامة ، وقد فوجئ العالم كله بسرعة التعبئة essay writing والتجهيز ، كما أن الأصوات التي ترغب في الوقيعة بين الشعب وجيشه باتت محاصرة ، وقد قرأ العالم كله رسالة مصر ، ففي الجنوب فهمت السودان قوة جيشنا وكذلك تركيا التي كفت عن التلاسن والتراشق اللفظي وفهمت إنها لا يجب أن تدخل في معارك مع مصر الجديدة ، وحاولت إسرائيل استعراض قوتها فاختارت الحلقة الأضعف وهي سوريا لما ألمّ بها من خراب ودمار ومازال هناك بقايا جماعات إرهابية ، وكذلك قوات أمريكية على أراضيها ومع ذلك استطاعت القوات السورية إسقاط طائرة لها من نوع إف 16 أمريكية الصنع ، فأصبحت لمصر قوة بحيث غيرت من أدوات اللعبة في منطقتنا ، وهذه الحرب الشاملة التي لها مجموعة من الأهداف تترك في الذهن عدة أسئلة مشروعة الهدف من الإجابة العقلانية عليها الرد على كم الشائعات التي تروجها الصهيو أمريكية ووكلائها من جماعة الإخوان والتأسلم السياسي وبعض الممولين من الخارج وعلى قمة هذه الأسئلة : تروج إسرائيل لاتفاقية القرن من جانبها كمقترح وتحاول أن تمرر المقترح حتى يصير واقعا ، وهذا المقترح أن تستقطع أجزاء من سيناء للمقيمين بغزة في مقابل أن تعطينا جزء مماثل من صحراء النقب وهنا يأتي السؤال فمصر التي ضحت في 1967 وفي الاستنزاف وفي 1973 ثم في 2018 بدماء أرواحها ستقدم لإسرائيل هذه الدماء وهذه الأرواح هدية على شكل قطعة من أرض سيناء ؟ وهل تستطيع أي قيادة سياسية تحدي مشاعر الجيش المصري بالإقدام على هذا ؟ وهل سيرضى الشعب نفسه أن يناقش الفكرة من أساسها ؟ أعتقد أن هذا ضرب من خبل إذا تصورناه وناقشناه على أنه فكرة سيتم طرحها ، ثم يأتي السؤال التالي هل الدولة شريكة في وجود الإرهاب على أرضها ؟ أيضا هذا سؤال لا يحمل أي نوع من العقلانية ،لو كانت الدولة شريكة في ذلك لتركت لهؤلاء الإرهابيين يستولون على جزء من الأرض يمكن التفاوض مع حماس عليها وبذلك تكون الدولة قد نفذت اتفاقية القرن وتركت لهذه الفرق المتأسلمة هذه المساحة للتناحر فيها .
وكل ما نرمي إليه أن حرب الشائعات مازالت تحاول الوقيعة وإثارة الاضطراب والقلقلة داخل المجتمع المصري وعلى الشعب أن يظل مساندا لجيشه متحملا بعض في الاستهلاك الذي كان مدخلا لجعل مؤسساتنا المدنية خربة وترك لنا واقعا سياسيا مفرغا منالكوادر القيادية الحقيقية .