بقلم أ/خالد الصاوى
تركيبة النخب المصرية تركيبة شرقية غربية في نفس الوقت فهي شرقية لوجود عائلات تدخل باب السياسة لاستعادة مجد أسرة قد حكمت مصر ، ومنها نخب تعتمد على العنصرية الدينية ، وهناك من يمتلك أيديولوجيا غربية كالاشنراكيين اليساريين وكاليمن الرأسمالي ، ومن العجب أنك تجد فقراء ينتمون لأحزاب يمينة ، تمتلك المال الذي جمعته من أفواه هؤلاء الفقراء ، ولو رجعنا لثورة 23يوليو التي كانت انقلابا عسكريا سرعان ما تحول إلى ثورة شعبية ، سنجد إن الشعب المصري قد فقد الثقة في الأحزاب التي كانت تسعى للحكم تحت سقف الاحتلال والملك وعليها ألا تصعد برأسها فوق هذا السقف ، وكانت المعارك حول قضايا مثل الدستور لكي تتشارك الحكومة التي كانت في واد والشعب يعاني الفقر ولا توجد لديها رؤية اجتماعية عادلة ، وأصبحت النخب السياسية وقتها تمارس ديكتاتوريتها على الملك في بعض الأحيان وكانت قادرة إلى تحريك الشارع أحيانا ولكن لم تستطع هذه النخب تصل لقضايا العمال والفلاحين وتحاول أن تقيم نوعا من العدالة الاجتماعية ، وكيف يتم ذلك في مجتمع مختلط بين الرأسمالية وبين الإقطاع كنمطين مختلفين ، في الوقت التي كانت المدن الكبرى custom writing service كالعاصمة والأسكنرية من أجمل دول العالم كان الفلاحون عراة لا يملكون إلا الجوع ليأكلوه ولا يعرفون إلا المرض ليداويهم ممن يصيبهم من داء ، ونتيجة لفساد الحياة السياسية والنخب قرر رجال يوليو إنهاء الحياة الحزبية للقضاء على هذا الفساد وسرعان ما استجاب الشعب لهذه الإجراءات .
وظلت فكرة الشمولية مسيطرة على تفكير النظام وتمثلت في سياسة الحزب الأوحد منذ الرئيس السادات مرورا بمبارك ، حتلى مرسي لاحت في الأفق نفس السياسة الذي حاول الإخوان أن يكون حزب الحرية والعدالة بديلا للاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني ،
وبعد أن تولى الرئيس السيسي جكم مصر وكان هدقه إلغاء السيولة السياسية الفوضوية التي كانت في الشارع المصري ونجح في ذلك ، وتعرت الأحزاب القديمة وكذلك تم الترخيص لأحزاب جديدة تطمح في التقرب من السلطة فقط ، وحاولت النخب الدفاع عن وجودها ولكنها لم تجد ظهيرا شعبيا يجعلها تتقدم خطوة ، فلم يتبق لها إلا الحقد والثرثرة ، وأعتقد أن لو النظام يطمح لإرساء نظام ديكتاتوري ، لأعلن أن يقيم حزبا يكون ظهيرا شعبيا له وأعتقد أنه إن تم ذلك سينبري الملايين للانضمام لهذا الحزب ، ثم تعاد الكرة ويصبح لدينا حزب النظام فنكرر الحكم الشمولي للنظام ونعيد شكل الاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني وحزب الحرية والعدالة وبذلك ستموت الحياة السياسية تماما في كقن الديمقراطية الزائفة ، لذلك يصنع النظام لنفسه سماعة تغلق عليه الثرثرات

ويستمر في مخططه والاتجاه إلى التنمية الصناعية والزراعية ويترك الشارع ليفرز نخبا جديدة تتماشى مع روح المرحلة نخبة لا تملك ديكتاتوريتها إلا بملايين من الشعب تؤيدها عن وعي ولها برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي يلتف الملايين حوله ,