شعر اعتذار للحبيب نزار قباني واجدًا من أكثر ألوان الشعر التي تميز بها، فالاعتذار ثقافة لا يعرفها سوى المُحبين من خلال استخدام أرق الكلمات التي تحمل أسمى المعاني المختلطة بالعتاب والحب في نفس الوقت، ويعتبر نزار قباني من أكثر الشعراء الذين تميزوا في كتابة تلك القصائد، وهذا ما سوف نوضحه بشيء من التفصيل من خلال الواقع العربي.
شعر اعتذار للحبيب نزار قباني
الشاعر نزار قباني من أكثر الشعراء الذين تميزوا بالكتابة عن الحب، ولا شك أن الاعتذار يعتبر سمة من سمات العشق، فالمحبين دائمًا يحدث بينهم مشكلات قد تؤرق حياتهم، والاعتذار عن الخطأ أمر واجب لبقاء الحب والود، وسوف نتعرف على أجمل شعر اعتذار للحبيب نزار قباني فيما يلي:
قصيدة أقدم اعتذاري
قام الشاعر الكبير نزار قباني بكتابة العديد من القصائد التي تحمل أجمل معاني الحب، وعلى الرغم من ذلك إلا أن أغلب قصائده كانت حزينة للغاية، وكانت بلاغته تقشعر لها الأبدان، وسوف نقوم بعرض شعر اعتذار للحبيب نزار قباني من خلال قصيدة أقدم اعتذاري، وأبياتها تتمثل في الآتي:
أقدم اعتذاري
لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار
عن الكتابات التي كتبتها
عن الحماقات التي ارتكبتها
عن كل ما أحدثته
في جسمك النقي من دمار
وكل ما أثرته حولك من غبار
أقدم اعتذاري
عن كل ما كتبت من قصائد شريرة
في لحظة انهياري
فالشعر، يا صديقتي، منفاي واحتضاري
طهارتي وعاري
ولا أريد مطلقا أن توصمي بعاري
من أجل هذا.. جئت يا صديقتي
أقدم اعتذاري..
اقرأ أيضًا: شعر اعتذار للحبيب بالعامية
حب تحت الصفر
واحدة من القصائد التي كتبها الشاعر الكبير، شاعر أحب نزار قباني وهي من القصائد التي توصل أسمى معنى للاعتذار، وهي على النحو التالي:
تموت القصيدة من شدة البرد..
من قلة الفحم والزيت..
تيبس في القلب كل زهور الحنين
فكيف سأقرأ شعري عليك؟
وأنت تنامين تحت غطاءٍ من الثلج..
لا تقرأين.. ولا تسمعين..
وكيف سأتلو صلاتي؟
إذا كنت بالشعر لا تؤمنين..
وكيف أقدم للكلمات اعتذاري؟
وكيف أدافع عن زمن الياسمين؟
جبالٌ من الملح.. تفصل بيني وبينك..
كيف سأكسر هذا الجليد؟
وبين سريرٍ يريد اعتقالي..
وبين ضفيرة شعرٍ تكبلني بالحديد؟
هو البحر.. يفصل بيني وبينك..
والموج، والريح، والزمهرير.
هو الشعر.. يفصل بيني وبينك..
فانتبهي للسقوط الكبير..
هو القهر.. يفصل بيني وبينك..
فالحب يرفض هذه العلاقة
بين المرابي.. وبين الأجير..
اقرأ أيضًا: شعر جاهلي عن الحب من طرف واحد
إستثنائي لامرأة إستثنائية
في صدد التعرف على شعر اعتذار للحبيب نزار قباني لا يمكن التغافل عن ذكر تلك القصيدة التي تعتبر بمثابة رسالة اعتذار قوية للمحبوبة يعبر فيها الشاعر عن مدى ألمه وحزنه لفراق حبيبته، ومدى نمده على ما بدر منه، وتأتي أبيات القصيدة على النحو التالي:
أعتذر إليك..
بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الرومي،
ومحي الدين بن عربي..
عن كل التنظيرات.. والتهويمات.. والرموز..
والأقنعة التي كنت أضعها على وجهي،
في غرفة الحب..
يوم كان المطلوب مني..
أن أكون قاطعاً كالشفرة
وهجومياً كفهدٍ إفريقي..
أشعر برغبة في الإعتذار إليك..
عن غبائي الذي لا مثيل له..
وجبني الذي لا مثيل له..
وعن كل الحكم المأثورة..
التي كنت أحفظها عن ظهر قلب..
فبكيا كطفلين معاقبين..
وناما دون عشاء..
اقرأ أيضًا: شعر اعتذار جاهلي
من بدوي.. مع أطيب التمنيات
من أكثر القصائد التي أوضح فيها الشاعر نزار قباني عن مدى أسفه لمحبوبته، وعند البحث عن شعر اعتذار للحبيب نزار قباني، فلا يوجد أفضل من تلك القصيدة التي عبر فيها الشاعر عن مدى الحُزن والأسى الذي يعيشه بعيدًا عن محبوبته، وكلماتها كالتالي:
إذا عكرت سهرتك الجميلة،
آسفٌ جداً..
إذا أظهرت كل توحشي.. وخشونتي
هذا المساء..
أنا آسفٌ جداً
إذا ما كنت منطوياً على نفسي
ومكتئباً.. ومنسحقاً..
ومكسور المشاعر، كالإناء..
أنا آسفٌ جداً..
فما اهتممت بربطة العنق الوقورة..
والحذاء..
من قال إن قصائد الشعراء،
تنتعل الحذاء؟
فأنا أتيت من العراء.. إلى العراء
لا تخجلي مني..
ومن عشقي البدائي البسيط،
فإن أكابر العشاق
كانوا خارجين على الحياء..
أنا آسفٌ جداً..
هذي غلطةٌ كبرى بتاريخي،
ومن علامات الغباء..
هل ممكنٌ أن يهمل الإنسان وجهاً
تلتقي فيه السماء مع السماء؟
أنا آسفٌ جداً.. لفرط جهالتي
أنا شاعر الحب الذي لا يتقن الإعلان عن نزواته أبداً،
فإن عواطفي، ليست ثياباً في الهواء
أنا باطنيٌ – ربما- حتى العياء.
ومضرجٌ بغموضه حتى العياء.
قد لا أكون مهذباً، مثل الذين عرفتهم
ومعلباً مثل الذين عرفتهم
ومشمعاً.. وملمعاً..
مثل الذين عرفتهم.
لكنني أعطي دمي،
من أجل لحظة كبرياء..
أنا آسفٌ جداً..
إذا أفسدت ليلتك المثيرة،
آسفٌ.. إن كنت لوثت الهواء
أنانيٌ.. شتائيٌ..
أنت الجميلة.. والصغيرة..
والمليئة بالطموح وبالرجاء..
فتحملي فوضاي..
إني لم أكن عضواً قديماً
في نوادي الحاكمين..
ولا نوادي الأغنياء..
لا تنظري لي هكذا..
وكأنني من كوكب المريخ.. جئت
وعصر رواد الفضاء..
أنا ضائعٌ بين العصور كمركبٍ
في البحر، تقذفه الرياح كما تشاء
آخر الكلمات، في زمن التعهر والغباء
فلا تمشي على بقع الدماء..
عفواً..
إذا لخبطت عطلة آخر الأسبوع
إن طبيعتي تأبى التصنع.. والرياء
أنا لست أعرف ما أحب..
ومن أحب..
فسامحيني إن حملت حقيبتي
وتركت معركة الخواتم.. والأساور.. والفراء..
أمشي على قدمين من نارٍ.. وماء
ويختلط الدخان، مع النبيذ، مع النحاس، مع العقيق
مع الأمام، مع الوراء..
هل كانت العينان قبل الدمع،
أم في الأصل، قد كان البكاء؟
هل ناهداك خطيئتان عظيمتان.. كما رووا
أم ناهداك يصححان جميع أخطاء السماء؟
هل يا ترى الأشجار تمشي وهي واقفةٌ
وهل حرية الإنسان كانت.. قبل أن كان الفضاء؟
والحب. هل هو حالةٌ عقليةٌ؟
أم حالةٌ جسديةٌ؟
أم أنه شيءٌ يركب كالدواء.
أم أنني بالشعر، أوجدت النساء؟؟
أم في الأصل، قد كان البكاء؟
هل ناهداك خطيئتان عظيمتان.. كما رووا
أم ناهداك يصححان جميع أخطاء السماء؟
هل يا ترى الأشجار تمشي وهي واقفةٌ
وهل حرية الإنسان كانت.. قبل أن كان الفضاء؟
والحب هل هو حالةٌ عقليةٌ؟
أم حالةٌ جسديةٌ؟
أم أنه شيءٌ يركب كالدواء.
هل كنت قبل قصائدي موجودةً
أم أنني بالشعر، أوجدت النساء؟؟
اقرأ أيضًا: لو قصيدة شعر بقلم ناهد الشمري
ألا تجلسين قليلا
المُحب لا يمل حتى تفنى حياته، ولا يفرق بينه وبين محبوبته إلا الموت، وهو ما كان يشعر به نزار قباني وهو يكتب قصيدة ألا تجلسين قليلًا موضحًا فيها أن الحب شيء كبير جدًا لا يمكن أن ينتهي بتلك السهولة، فكيف للكلمات الصغيرة أن تنهي قصة حب عظيمة شهدة كل مشاعر الحب والشوق والعتاب، وتأتي القصيدة على النحو التالي:
ألا تجلسين قليلاً
ألا تجلسين؟
فإن القضية أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
وما كان بيني وبينك..
لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً..
كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعفٍ
نريد اغتيال السماء؟
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى؟
ففي القلب شيءٌ كثير..
وحزنٌ كثيرٌ..
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات
وإلقاء حبك في سلة المهملات..
فإن تراثاً من الحب.. والشعر.. والحزن..
والخبز.. والملح.. والتبغ.. والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفتكرين قليلاً بما تفعلين
فإن القضية..
أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً
لما نحن فيه..
وأن الحمامة ليست طريق اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك..
ليست تموت بتلك السهوله
وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميله..
أنا لا أحاول تغيير رأيك..
إن القرار قرارك طبعاً..
ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلب،
ذات الشمال، وذات اليمين..
فكيف نفك حصار العصافير، والبحر،
والصيف، والياسمين..
وكيف نقص بثانيتين؟
شريطاً غزلناه في عشرات السنين..
سأسكب كأساً لنفسي..
وأنت؟
تذكرت أنك لا تشربين..
أنا لست ضد رحيلك.. لكن..
أفكر أن السماء ملبدةٌ بالغيوم..
وأخشى عليك سقوط المطر
فماذا يضيرك لو تجلسين؟
لحين انقطاع المطر..
وما يضيرك؟
لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك..
أنت بكيت كثيراً..
ومازال وجهك رغم اختلاط دموعك بالكحل
مثل القمر..
أنا لست ضد رحيلك..
لكن..
لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر.
عل قليلاً من الشعر يكسر هذا الضجر..
… تقولين إنك لا تعجبين بشعري!!
سأقبل هذا التحدي الجديد..
بكل برودٍ.. وكل صفاء
وأذكر..
كم كنت تحتفلين بشعري..
وتحتضنين حروفي صباح مساء..
وأضحك..
من نزوات النساء..
فليتك سيدتي تجلسين
فإن القضية أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
أما زلت غضبى؟
إذن سامحيني..
فأنت حبيبة قلبي على أي حال..
سأفرضً أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه..
وبعض الغرور..
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور؟
وإحراق كل الشجر..
أنا لا أحاول رد القضاء ورد القدر..
ولكنني أشعر الآن..
أن اقتلاعك من عصب القلب صعبٌ..
وإعدام حبك صعبٌ..
وعشقك صعبٌ
وكرهك صعبٌ..
وقتلك حلمٌ بعيد المنال..
فلا تعلني الحرب..
إن الجميلات لا تحترفن القتال..
ولا تطلقي النار ذات اليمين،
وذات الشمال..
ففي آخر الأمر..
لا تستطيعي اغتيال جميع الرجال..
شعر اعتذار للحبيب نزار قباني واحدًا من أجمل الأشعار التي يمكن الاعتماد عليها في تقديم الاعتذار والتعبير عن شِدة الندم، وهو من الشعراء الذين يمتلكون بلاغة كبيرة وصدق في المشاعر.