في بيت متهالك بإحدى المناطق الشعبية بالجيزة جنوب القاهرة تسكن السيدة منى البحيري، وهي سيدة بسيطة تعشق بلدها بطريقة جنونية، جعلتها تشارك في كل المظاهرات الرافضة لحكم الإخوان والمطالبة برحيل مرسي.
وسرعان ما تداول اسمها على شبكات التواصل الاجتماعي عقب رسالة عفوية وجهتها للرئيس الأميركي باراك أوباما، معبرة عن غضبها لدعمه للإخوان نطقتها بالإنجليزية، قائلة: “ويي آر إيجيبشين وومن.. أوباما شت أب يور ماوث.. سيسي ييس.. مرسي نو”.
في منزلها المتواضع الذي يمتلكه إخواني وأقام دعاوى قضائية لطردها منه تزين السيدة منى الجدران بصور تبين تاريخ بلدها من مينا موحد القطرين إلى محمد علي مؤسس الدولة المصرية الحديثة، إضافة إلى صور المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي وصور القادة العرب الداعمين لمصر، وهم: العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد والعاهل البحريني حمد بن عيسي آل خليفة والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين.
تفاصيل رسالة أوباما
منى روت لـ”العربية.نت” قصة رسالتها لأوباما وسر عدائها للإخوان وأسباب انحيازها للسيسي، وقالت: “أنا سيدة مصرية بسيطة أحب بلدي ومستعدة للموت من أجلها شاركت في كل المظاهرات التي كانت تندد بحكم الإخوان، وفي إحداها وجهت رسالة لأوباما أطالبه بوقف تدخله في الشأن المصري ووقف دعمه للإخوان ولمحمد مرسي”.
وأضافت “أود أن أوجه له رسالة أخرى اليوم وبلغته الإنجليزية: كفى.. أغلق فمك.. ولا تتدخل في شؤون مصر وتوقف عن دعم الإرهاب والإخوان ورئيسهم المعزول، فهم منبوذون وشعب مصر أطاح بهم ولم يعد لهم وجود”.
وتتابع: “لسنا في حاجة لمساعداتك ولا معوناتك العسكرية فمصر أكبر من ذلك ولن تموت أو تسقط”.
وتضيف منى: “توقف يا أوباما عن التدخل في القضاء المصري فلم نراك تتدخل إلا للإفراج عن القتلة والإرهابيين من الإخوان وأدنت الحكم الصادر بإعدام 529 إخوانيا رغم أنهم قتلوا وخربوا وسفكوا الدماء، وأنت في بلدك وفور أن أطلق مواطن أميركي النار على آخرين وقتل منهم 3 أصدرتم حكما فوريا ضده”.
وتضيف: “إن أوباما وأعضاء إدارته وصفوا ما حدث في 30 يونيو بالانقلاب، وهو ليس كذلك بل إنها ثورة شعبية ضد تجار الأديان والأوطان، الذين حاولت واشنطن استغلالهم لتقسيم مصر والوطن العربي”.
وأوضحت “أن الإخوان أبدوا استعدادهم للتنازل عن أرض مصر مقابل الاستمرار في الحكم، متناسين أن شعبها ليس لقمة سائغة لكي يتنازل عن أرضه التي حررها بدمائه ودماء أبنائه، فلم يصمت إزاء ذلك وخرج في ثورة شعبية أطاحت بالإخوان وأنهت مخطط أوباما”.
على جثة المصريين
وقالت السيدة منى: “إنها حاصلة على دبلوم تجارة عام 1992، وكانت متفوقة في اللغة الإنجليزية، واضطرت أن تخاطب أوباما بلغته لكي تصله رسالتها، متمنية أن يستوعبها ويستجيب لها ويتوقف عن دعم الإخوان والإرهاب على حد وصفها”.
وأفادت أن كل فئات الشعب شاركت في الثورة ضد الإخوان. فالفلاحون تركوا أرضيهم واحتشدوا في الميادين، والنساء تصدرن الصفوف في المظاهرات واتهمهم الإخوان بأنهن يشاركن رغبة في التحرش الجنسي بهن، كما قال عصام العريان، بينما هم الآن يتركون نساءهم أو ما يطلقون عليهن الحرائر يشاركن في التظاهرات المطالبة بعودة مرسي، وهو حلم لن ينالوه إلا على جثث كل المصريين.
وأشارت إلى أنها باعت كل طيورها التي تنفق منها على أسرتها وشاركت في التظاهرات، مؤكدة أنها سعيدة بما فعلته كمواطنة مصرية حافظت على بلادها ممن سمتهم التتار الجدد، ووصفتهم بأنهم أبشع من المغول والصليبين والصهاينة فهم يسخرون الدين لمصالحهم الشخصية ويتشدقون بالقرآن وهو لم يبلغ حناجرهم ويسيرون وراء فتاوى يوسف القرضاوي البعيدة عن الدين والإسلام.
وأقاموا معسكراً في رابعة من أجل شخص لفظه شعبه ورفض التخلي عن الحكم، بينما تنحى مبارك عن الحكم حقنا للدماء وحفاظاً على بلاده وشعبه.
دول الخليج وقفت مع الشعب المصري
وقالت السيدة منى “إن السيسي أنقذ مصر من حرب أهلية عنيفة كان الإخوان يريدون جرنا إليها ومنع فتنة كانت ستقضي على الأخضر واليابس في مصر، وأضافت قائلة سأنتخبه رئيساً فيكفي ما فعله”.
وأكدت أن التاريخ سيذكر للسيسي أنه قدم خدمة جليلة لبلده، مثلما قدم جمال عبدالناصر وصلاح الدين الأيوبي.
وأشارت إلى أنها وكل الشعب المصري مدين بالشكر لكل الدول العربية الشقيقة التي وقفت بجانب مصر وساندتها في محنتها، وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن.
وأضافت أن منازل المصريين وليس منزلها وحدها تزين جدرانه صور قادة هذه الدول تعبيراً عن تقدير وحب الشعب المصري لهم، وتمنت السيدة منى الأمن والأمان لكل الدول العربية بما فيها قطر، مشيرة إلى أن الشعب القطري شعب شقيق لا دخل له بسياسة بلاده تجاه مصر