أحمد عواد يكتب

 بقلم : أحمد عواد

فى نسخة جيوسياسية معقدة تطرحها الرؤى الرأسمالية العالمية والتى تتبناها الولايات المتحدة الامريكية تعتمد على فصل الملفات بشكل جراحى متقن يصل الى درجة الاستخدام العكسى للمفاهيم فى بعض الاونة لتظل كافة الملفات المشتعلة مفتوحة وجاهزة للتفاعل بناء على الرؤية الامريكية التى ارتأت فى استخدام كافة الاوراق فى صراعها مع الصين بأعتباره صراعا استراتيجيا يتنامى مع فرص التنمية التى تحققها الصين على كافة المناحى والاصعدة ولذا كان على أمريكا ان تستقدم وكلائها الاقليميين للتأكد من استمرار اشتعال ملفاتها الساخنة فى كافة البقاع التى تعبث بها الايادى الامريكية بحجة نشر الحرية والديموقراطية وكذلك حرب الارهاب ففى الوقت التى تقدم فيه المساعدات الانسانية لضحايا إقليم تيجراى الاثيوبى تدفع وكيلها الاول اردوغان لمساعدة صنيعتها الأثيوبى أبى أحمد لمواجهة نفس الاقليم ولن ينتهى الامر عند ذلك مطلقا وإنما ياتى لصناعة كيانات متناحرة فى كافة الاقاليم الاثيوبية لتكرار النسخة السورية بقلب افريقيا لتقف جنبا إلى جنب مع الفصائل الصومالية والتشادية والمالية وهكذا تتحول إفريقيا كافة الى منطقة مشتعلة تمنع كافة سيناريوهات التنمية التى تطمح اليها كلا من الصين وروسيا نظرا لتعقيد المشهد الذى يعتمد حينها على العنف المطلق لنهب ثروات الشعوب باقل وابخس الاثمان فى مواجهة الحفاظ على الحياة فضلا عما يواجهه المواطن الاعزل من كافة صنوف القهر والاضهاد الذى تنتهجه عصابات عنصرية تعمل العنف والقتل والاغتصاب والتجارة بالبشر كمسار ديموقراطى أمريكى وقد كان ذلك جليا فى نسخ سابقة (افغانستان-سوريا-العراق-ليبيا) لقد راقت فكرة الوكلاء لامريكا لما تحمله من متغيرات تضمن التنوع الذى يفتح الابواب امام كافة التبريرات والتأويلات أمام مشهد معقد تتداخل فيه كافة العناصر(دينية-قبلية-مذهبية-قومية)بما يفرق الدم بين جميع المدخلات وتبقى أمريكا وحدها تمسك بقبضة الرحمة لتفض هذه التشابكات فى الوقت الذى تراه مناسبا وبالطريقة التى توافق هواها لتظل كافة القوى السياسية رهن الاقتياد
هذا بالاضافة الى مخرجات مؤتمر السبع الكبار الذى مرر الكثير من المصالح فيما بينهم وعلى كل منهم التزام نسخته التكتيكية لحماية مصالحه بالشكل الذى يتناغم مع دوره عالميا ففى الوقت التى تفرض فيه امريكا عقوبات اقتصادية على روسيا تقر امدادات الغاز الى اوربا عبر المانيا (السيل الشمالى) لتحقق روسيا مكاسبها فى الوقت التى تحرم فيه اوكرانيا من مليارى دولار قيمة مرور الغاز باراضيها سابقا ولتحكم روسيا قبضتها على اوكرانيا لتمنعها من استكمال مشروعها فى تكنولوجيا الصناعات العسكرية التى حضرت به كلاعب على الصعيد الدولى وهنا يتجلى المشهد الاكثر صرامة والذى لا يعترف سوى بلغة المصالح التى تدعمها القوة