بقلم : أحمد عواد

استطاعت الانظمة الرأسمالية من ابتكار نماذج ادارية تصيب الانسان بالإحباط والعزوف عن الحياة كأحد الأساليب المبتكرة لتحييد من تظنهم (الاكلين غير المنتجين) وذلك برفع قيمة الخدمات بشكل وهمى فضلا عن بناء الكثير من الاطر التي تحول بين الانسان وبين متطلباته وذلك بشكل ناعم حريري وابتسامة رائعة فكانت الصفوف الامامية في منظومة الرأسمالية التي تسمى (خدمة العملاء) كجهاز سرى يعمل في محيط حديدي لن تنفذ منه الا بعد ان تنال الرضا كاملا دون انتقاص ولم لا وانت تبوح لهم بكافة المعلومات في استسلام تام ودون قيد او شرط ودون قانون يحاسبهم ليشعر الانسان انه عاد الى رحم الام متسائلا

هل يدرك لحظة الميلاد أم لا ؟؟؟

إن النظام الرأسمالي الذى استطاع ان يبنى منظومته على اشلاء الكثير من الامم وسلب ونهب ثرواتهم بوحشية منظمة استطاع ان يطور ادواته بما يواكب عصر التكنولوجيا فذهب الى تعظيم المخاوف من الاوبئة وما على شاكلتها ليعزل العالم خلف جدر زجاجية لا يستطيع النفاذ منها سوى منظومته او عملائه المقربين اللذين يتمتعون بالرضى فى نفس الوقت الذى يشعلون فيه الحروب المدمرة والاغتيالات المنظمة في الكثير من بلدان العالم بدعوى الحريات والديموقراطية فى ازدواجية عطنه تؤدى الى تفسخ العلاقات الانسانية والاستفادة منها لتحقيق العزلة تحت الكثير من المسميات الاخلاقية والدينية فهو فى افضل حالاته ينبغي ان يتسلح بالشفافية واتاحة المعلومات فضلا عن حزمة من القوانين الضامنة لتحقيق سير هذه الاليات دون فساد اشبه بطواحين الهواء تلتهم كافة المنجزات وتقزمها فإن لم يقف القانون على مسافة واحدة من جميع الافراد والاطياف تتبلد الحريات السياسية والحريات الاجتماعية والعدالة الناجزة لقد توحشت الرأسمالية وادواتها وثقافتها ودفعت مجتمعاتنا النامية الى نقل نموذجها الرديء بشكل لا يتوافق مع الكثير من المفاهيم والافكار ليحول العالم الى نسخة مشوهة تصيب الانسان بالإحباط والعزوف عن الحياة في واقع لا يعترف بالتنافسية الشريفة ولا يمنح الشعوب حق تقرير المصير وكأنها استفادت من درس (القتل الصامت)