أسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد من القصص التي سوف تخطف مسامعكم وحواسكم، أهي أسطورة أم قصة حقيقية؟ هل تم التغيير فيها أم أنها جاءت على الشاشة الفضية كما حدثت بالفعل؟ هناك الكثير من الأحداث التي دارت في تلك القصة، والتي سنتعرف عليها بشيء من التفصيل عبر الواقع العربي.

أسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد

أسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد

منصور علي حنفي، تلك هي الشخصية التي قام النجم أحمد السقا بتجسيدها في فيلمي الجزيرة 1، والجزيرة 2، هل كل ما حدث في هذين الفيلمين حقيقي، أم أنه من وحي القائم على العمل؟ منصور علي حنفي، هو ابن أخو عزت حنفي، هو بطل قصتنا اليوم.

فقد قام الأخوين بالعديد من الجرائم في صعيد مصر، تحديدًا في أسيوط، لذا تم استخلاص العديد من الأحداث، لتصوير جزئي فيلم الجزيرة، والذي أكد ممدوح محمد علي حنفي، أن الأحداث ليست حقيقية برمتها، فلم يكن هناك أية قصة حب على الإطلاق في الأمر.

إنما كانت من وحي المؤلف، كما أنه هناك أحداث لم تذكرها الأجزاء، المشهد الوحيد الأقرب للحقيقة، كان مشهد الاقتحام، حيث كانت تتم محاصرة عزت حنفي وعائلته بشكل قوي إلى أن تم القبض عليه ومحاكمته جراء ما قام به.

لذا دعونا نتعرف على تلك الشخصية الحقيقة التي طالما أثارت الجدل حولها، فعزت حنفي هو تاجر الأسلحة الأقوى على الإطلاق في تلك الجزيرة، ولم يكن يتاجر في الأسلحة فحسب، بل كان يقوم أيضًا ببيع المخدرات.

اقرأ أيضًا: حقيقة ريا وسكينة بعد مئة عام من تزوير الحقائق

جرائم عزت حنفي ومعاونيه

عزت حنفي لم يكن وحده هو من يقوم بتلك الجرائم، فأسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد لا يمكنها أن تتشكل من تلقاء نفسها إن لم يكن هناك من يدعم الأمر، فقد كان يعاونه من أسرته شقيقه حمدان، والكثير من أفراد عائلته ورجال جزيرته.

في بداية الأمر، قاموا بتشكيل عصابة قوية لا يردعها رادع، قامت بالاستيلاء على 280 فدان من أراضي جزيرة النخيلة، وهي التي تتبع مركز أبوتيج بأسيوط، وقاموا باستغلالها في زرع المخدرات، ليس ذلك فحسب، بل قاموا بفرض سلطتهم على رجال الصحافة، حتى لا يتمكنوا من متابعة الأمر، مما يتسبب في سرعة القبض عليهم.

قاموا بقتل 103 ضحية في الخمس أعوام الأخيرة لهم قبل القبض عليهم وانهيار سلطانهم، وشمل الأمر العديد من التهديدات القوية التي أتت من ناحية عزت حنفي وأعوانه صوب رجال البرلمان، فقد كان لهم سلطة كبيرة وحشد يمكنه أن يقدم لهم الروح فداء، ليس حبًا في شخصهم، قدر الخوف على أفراد أسرتهم.

اقرأ أيضًا: التفاصيل الكاملة حول مقتل القس أرسانيوس وديد طعنا بالرقبة في الاسكندرية

القبض على عزت حنفي وشركاه

مشهد الاقتحام من أجل القبض على عزت حنفي، هو الأسطورة ذاتها، حيث كانت ملحمة لم يشهدها التاريخ من قبل، في البداية وقبل انهيار أسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد، حدث نزاع بين عائلتين، وقع على إثره خمسة أشخاص بعد أن لقي مصرعهم، مما أثار ضجة في الجزيرة، وعلى أثر ذلك توجهت الشرطة  المصرية لحصار القرية لمدة 7 أيام، كي لا يشتد الأمر بين العائلتين مرة أخرى.

هنا قامت عصابة عزت باحتجاز عدد من الرهائن، ظنَا منهم أنهم بذلك يؤمنون ذاتهم ولا يمكن القبض عليهم، لكن من ناحية أخرى كانت الشرطة المصرية تعد عدتها للانقضاض عليهم، مع الحرص على عدم خسارة الرهائن.

فقاموا بهجوم عنيف بشكل مفاجيء في اليوم الأول من شهر مارس لعام 2004، جهزت له الشرطة المصرية الباسلة حوالي خمسين وحدة من العربات المدرعة، مع ستين من الزوارق النهرية، وحوالي 3000 ضابطًا وجنديًا من القوات الخاصة.

حتى تضمن أن يكون ذلك الهجوم هو الأول والأخير، فإن إخفاق الشرطة المصرية في القبض عليهم من خلال ذلك الهجوم، يعد خسارة للرهائن ورجال الشرطة وأفراد الجزيرة أجمعهم.

من ناحية أخرى قامت العصابة بتجهيز ما يقاومون به ذلك الهجوم، حيث قاموا ببناء الحصون الكبيرة، وبعض الأبراج التي امتدت لتصل إلى أكثر من 15 مترًا فوق سطح الأرض، كما قاموا بحفر الخنادق، حتى ينهالوا على الضباط من حيث لا يتوقعون.

ليس ذلك فقط، وإنما وضعوا السلك الشائك في نهر النيل، حتى لا تصل الزوارق إليهم، وحصنوا المرتفعات باسطوانات البوتاجاز، حتى تنفجر إثر إطلاق النيران.

بالإضافة إلى الكثير من المكائد للنيل من الشرطة المصرية من كل حدب وصوب، فكان الأمر أشبه بالحرب المصغرة، كون رجال عزت كثر، ويتمتعون بالقدرة على التصويب والإيقاع بالجنود من حيث لا يدرون.

لكن الشرطة المصرية كانت أذكى من ذلك، حيث كانت تتابع الأمر، وتعد عدتها دون أن يشتم عزت حنفي أي خبر، حتى لا يأخذ حذره أكثر من ذلك، وبالفعل نجح الهجوم، وأصبح عزت وشركاه محاصرين ولا يمكنهم المقاومة.

لم يستسلم الأسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد على الفور، بل قام بإجراء إتصالًا هاتفيًا بإحدى القنوات التي تقدم الأخبار بشكل مباشر، ليدلي بتصريحات من شأنها أن تكون هامة، حيث أفاد أنه كان عونًا للكثير من الرجال في مجلس الشعب، كما أنه ساهم في مكافحة الإرهاب في فترة التسعينات.

ليس ذلك فحسب، بل قال إن الأسلحة التي معه إنما هي من الشرطة المصرية من أجل القضاء على عدد من الإرهابيين بالإتفاق مع السلطات، إلا أن محاولاته أجمع قد باءت بالفشل، وتم القبض عليه أثناء تحرير عدد 77 من الرهائن التي قام عزت بأسرهم.

تنفيذ حكم الإعدام على عزت حنفي

تمت محاكمة الأسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد، ومعه شقيقه حمدان، ووضعا في سجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية إلى أن تم تنفيذ حكم الإعدام في يوم 18 من شهر يونيو لعام 2006، وتم دفن الجثامين في مسقط رأسيهما في أسيوط.

لم يحضر الجنازة أي من ذوي المتهمين، كونها قد تمت وسط حراسة مشددة، وبقي رجال الأمن بجوار قبريهما حوالي 15 يومًا، وقد منعت زيارة القبور في تلك الفترة إلى أن تهدأ أوضاع البلدة.

لم تكن الأحداث كذلك في فيلمي الجزيرة، إلا أنها قد أوضحت بصورة كبيرة ما كان يجري هنالك، بالإضافة إلى مسلسل حدائق الشيطان، والذي قام ببطولته الفنان جمال سليمان الأردني.

اقرأ أيضًا: الغربية تنفيذ حكم الإعدام في قتلة الطفلة شيماء

ما لا تعرفه عن عزت حنفي

بعد مرور العديد من السنوات تم الكشف عن سر من أسرار الأسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد، وهو أنه أثناء الهجوم حاول أن الانتحار نظرًا لعدم رغبته في التعرض لمثل ذلك الموقف الذي لا يحسد عليه.

فكيف له بعد أن كان سبب في رعب الكثير من الرجال، يخرج مكبل الأيدي في مشهد يراه أهل البلد كلها، كما أنه وصل إليه خبر مقتل أخوته وأبناء أشقائه، فقام بتناول 5 أقراص سامة كي يقع أرضًا، ويتم نقله إلى مستشفى من أجل إنقاذ حياته، وقد تم ذلك باستخدام الحمار، حيث إن الطريق لم يكن ممهد آن ذاك لسير السيارات عليه.

كما أشار من سرد ذلك وهو ممدوح محمد علي حنفي، إلى أن عزت حنفي بالفعل كان يساعد في الإيقاع بالإرهابيين في فترة التسعينات، ولم يكن الأمر أكذوبة.

حيث تلقى عزت استدعاء من أحد لواءات الداخلية في محافظة القاهرة، وعندما ذهب إليه، وجد أنه يطلب منه مساعدته في القضاء على رجال الإرهاب الذين ينتشرون في أسيوط بوجه عام، وفي الجزيرة على وجه الأخص.

فقد كان الإرهابيون يتخذون من حقول القص مخبأ لهم، لكنه كان يقوم بالإبلاغ عنهم أو قتلهم في الحال بالتنسيق مع رجال الشرطة، كما أنه كان يعمل على إحباط عمليات الإيقاع برجال الشرطة من أجل قتلهم، والتي كان يقوم بها الإرهابيون، مما يعمل على ضرب السياحة في مصر.

انتهت أسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد، ولا يزال هناك الكثير من الأحداث الغامضة التي لا نعرفها في حياته، فقد كانت تلك الشخصية متحفظة بشكل كبير، وتدور حولها الكثير من علامات الاستفهام.