jul 31, 2014 – baclofen order online without script how to buy the triangle maintains the copernicus cream. generic norvasc 10 mg. this entry was posted in resources by admin. bookmark the northstar generic fluoxetine . “ buy cheap generic fluoxetine online without prescription” effectiveness of fluoxetine chewable tablets in the treatment of canine separation anxiety. gary m. prednisone during delivery prednisone during delivery purchase prednisone buy baclofen online. baclofen 25 mg pille buy baclofen overnight delivery generic drug propecia juvenile hairline cheap propecia

 

 

 

 

بقلم : رجاء غانمي

يجدر بنا أن نتطرق إلى أزمة مرض السلطة ، لأن هذا الداء المنتشر في الجسم العربي خاصة ، يتطلب منا أكثر من وقفة تأمل، وأبلغ من أي تعبير، في أن أزمتنا الراهنة مرتبطة بخلل حب الكراسي، والتشبث بحلاوة كعكة المناصب، و التفاني في حب البقاء للانتشاء بنظام السلطة و الخلود في دوائره الوثيرة. ولا بد أن نؤكد على ضرورة الإصلاح المستمر الرهين بخدمة القضايا المصيرية والأهداف المستنيرة ، وأن الدعائم والمرتكزات قائمة على توطيد جسور العمل على خطط محكمة بدل الارتهان على أشخاص يتفنون في تخليد القعود الأبدي، والسعي لتدويل أنماط السلطة في أيادي محددة ، وفق معايير معينة، خدمة لأهداف مسطرة، ولابد أن نؤكد على أن الزمن يتطور بتطور وتفتق الاذهان ، والنأي من الهواجس المغرضة، المبعدة لقيم التحضر، والتدافع لأنسنة المجالات والاحتكام للأهلية لأن الوقت لا ينتظر، و أمراض السلطة داء كل الأدواء المجتمعية …. ذلك أن المرض السلطوي يخرب الخلايا البنيوية للمجتمع، فتشيخ الأركان، وتضطرب الجنان، وتهدم الأعمدة، فيصير الوضع مختلا، وتتيه بنا دروب الحياة المختلفة.

يتمثل حب السلطة باعتباره غريزة راسخة في النفس الإنسانية ،وبدونها لا تستقيم أحوال الناس، فنظام الجماعة وقانون الاجتماع قائمان على انتخاب الناس لمن يدبر شؤونهم، ويقضي بينهم بالقسط عند التنازع، فهم يفوضون أمرهم لمن يسوسهم وفق نظام ارتضوه، لكن تجارب الحكم العديدة في تاريخ الأمم، أبانت عن اختلالات بالجملة تقوض علاقة الحاكم بالمحكوم، مصدرها عدم ترويض هذه الغريزة وأنسنتها لتصبح في خدمة الجماعة بدل أن تخدم الفرد . فما أهمية البنية السلطوية في تدبير دواليب الحياة المطلقة؟

أدارت البشرية معارك طاحنة في أفق تهذيب هذه الغريزة لتصبح في خدمة الإنسان، فكان من أعظم ما توصلت اليه ابتكار أليات للتداول السلمي على السلطة، فأنتجت ما يسمى اليوم “الديمقراطية” بأركانها المتعددة : الفصل بين السلط ، دستور أعلى متوافق عليه، أغلبية منتخبة تحكم وأقلية تعارض بتعددية حزبية، صحافة حرة، ولاية محددة في دورتين أو ثلاث….الخ.

ولما كانت الأداة الحزبية هي المشتل الذي تترعرع فيه قيادات المستقبل، و تتبلور فيه الاجتهادات التي ستتحول فيما بعد إلى برامج لحل مشاكل البلاد و العباد،فان تهذيب غريزة “حب السلطة” يجب أن ينطلق من داخل خلايا الأحزاب، لأن جرثومة الفساد والاستبداد كامنة في هذه النفس الأمارة، ينقلها المناضلون من البيئة الحزبية الموبوءة، حيث التنافس على المناصب القيادية إلى هياكل الدولة، فينعكس ذلك سلبا على المجتمع، ولهذا شاعت لا ديمقراطية بدون أحزاب ديمقراطية، “لأن فاقد الشيء لا يعطيه”،المقولة السديدة ، نحن اليوم، في الدول التي تعيش انتقالا ديمقراطيا، أمام ثلاثة أصناف من الأحزاب آو التجمعات وعلاج هذا كله لا يكون، كما سبق ان قلنا، إلا من داخل المطبخ الحزبي،حيث ترويض المناضلين على القبول بنتائج الديمقراطية، وذلك من خلال ثلاثة مداخل :

-أولا: المدخل العقدي (الإيديولوجي)، بترسيخ مفاهيم العدل و الحرية والمساواة واحترام القوانين، وبيان فساد الاستبداد والظلم والطغيان، والنظر إلى الديمقراطية على أنها إنتاج بشري قابل للتطور، تحقق هذه القيم وترسخها، ولا تناقض مبادئ الإسلام في الحكم القائم على الشورى والعدل، بل ترسخها وتنتصر لها.

-ثانيا: المدخل الإجرائي، من خلال تمرين المناضلين على التداول السلمي على المسؤولية داخل هياكل الحزب أو الجماعة، على ضوء انتخابات داخلية نزيهة وشفافة، تعلي من شأن الكفاءة و المردودية النضالية، لأن الجماعة التي لا تجدد هياكلها وقياداتها، وتكرس الاستبداد وترسخ مفاهيم الطاعة العمياء دون مساءلة، وترفض النقد وتجديد النخب،و تحارب الكفاءات ، لا يمكن أن تقبل غدا،وهي في السلطة، التداول السلمي على السلطة، وكذلك الأحزاب التي تزور نتائج الانتخابات الداخلية لتفرز قيادات معطوبة ومشبوهة، مطعون في مصداقيتها وكفاءتها، لا يمكن إلا أن تزور الانتخابات غدا وهي في السلطة.

– ثالثا: المدخل التربوي،ويتجلى في زرع القيم المثلى ، التي تخدم قضايا المجتمع، وتبتدئ بتأهيل الناشئة في المدارس والمعاهد و الجامعات، وخلق تجاذب تام بين الخطاب والممارسة .وتفعيل ذلك في كل مجالات الحياة العامة .

تشهد المنطقة العربية والمغاربية تحولات هائلة جيوسياسية واجتماعية وثقافية، اذكى قوتها زلزال الربيع العربي، ما سينعكس سلبا او ايجابيا على بنية الدولة والاحزاب والمجتمع المدني في هذه المنطقة ذات البعد الا ستراتيجي العالمي،وقد انشغل عالمان كبيران بدراسة هذا الامر فحاول نيقولا مكيافيلي تصور سيكولوجية السلطة (الخاضعة للسلطة )، وحاول جوستاف لوبون تصور سيكولوجية الجماهير ، وقد صدم العالمان الوعي الانساني العام بتصوراتهم، حيث صور مكيافيلي السلطة منقطعة الصلة عن اي قواعد اخلاقية وأطلق مبدأ ورأى ان السلطة دائما قاسية و غاشمة ظالمة ومستغلة ، وان هذا من حقها ولو لم تفعل ذلك لاستضعفتها الجماهير وسحقتها ، وصور جوستاف لوبون الجماهير على انها كائن غير منطقي يميل للاستهواء والاستيلاب، وتتحكم فيه عواطفه واحتياجاته البدائية،وان هذا الكائن الجماهيري حين يثور يصبح اكثرعدوانا وطغيانا من الفرد.

ولكي نفهم امراض السلطة سنضطر لاستحضار الخصائص النفسية للسلطة :

هناك خصائص نفسية مشتركة لا تكاد تخلو منها اي سلطة نذكر منها:

1_الرغبة في الاستقرار والاستمرار.

2_الرغبة في خضوع الأخرين وكسب ولائهم.

3_الهاجس الأمني الذي يجعل المسؤول في حالة خوف وحذر واستنفار.

4_الضيق بالمعارضين و المنتقدين ومحاولة التعتيم عليهم و دفعهم بعيدا عن دائرة النفوذ و التأثير.

5_العناد و الكبر.

6_الميل للانتقام ممن يهدد او يظن انه يهدد الاستمرارية …

7_ الازدواجية (الانفصام) وفي ذات الوقت تخفي انانيتها وحرصها الشديد على مصالحها الذاتية، وهو ما يعرف بالفجوة بين الايديولوجية والسيكولوجية، فالسلطة تصدر للجماهير شيئا وتحتفظ لنفسها بشيء اخر،وبمعنى اخر فان السلطة رسميا مع الايديولوجية المثالية

المعلنة ونفسيا مع مصالحها الذاتية.

نستشف مما سبق ،أن المرض السلطوي مهدم لقوام المجتمع ، وبنياته المتعددة ،ومؤسساته المختلفة وضرب لمرتكزات الديمقراطية الحقة ،وتقويض لعمل دولة المؤسسات ،الراعية للتداول السلمي على السلطة، والارتكان على ازدواجية الحق والواجب ،خدمة للاستشراف المستقبلي القائم على العمل المتواصل،والتدافع مع اعرق الديمقراطيات لإشعاع دروب المعرفة والعلوم البحثة،وإحقاق القيم الرمزية التي تخدم إنسانية الإنسان و سلم الاوطان