كتبت : جميلة حسن

إن عناوين الصحة في الجزء الأخير من عام 2014 قد هيمنت عليها فاشية الإيبولا في غرب أفريقيا ، وقد شنت منظمة الصحة العالمية ردا قويا وميدانيا على هذا الوباء ، وقادت الجهود المبذولة في تطوير مسار سريع للقاحات ووسائل التشخيص والعلاج الممكنة.

وفي الوقت نفسه، استجابت المنظمة لحالات الطوارئ الإنسانية في العديد من البلدان الأخرى– كضمان حصول الأطفال المشردين بسبب النزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى على التمنيع ضد الحصبة، ووصول الجرحى في جنوب السودان إلى المستشفيات، ووصول اللوازم الطبية إلى المصابين والمرضى في المناطق التي يصعب الوصول إليها في سوريا وغزة.

كما أرسلت منظمة الصحة العالمية بعثات إلى المملكة العربية السعودية للمساعدة في وقف انتقال فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

ولقد شهد هذا العام عدداً من النجاحات الرئيسية للصحة العمومية: فقد تم الإشهاد على خلو إقليم منظمة الصحة العالمية لجنوب شرق آسيا من شلل الأطفال؛ وأعلن خلو عدد من البلدان من الحصبة، وقادت أوروبا العالم في القضاء على الدهون المتحولة، وأصبحت نيكاراغوا أول دولة تصدق على البروتوكول الدولي للقضاء على التجارة غير المشروعة في منتجات التبغ.

ومن ناحية أخرى، كشفت التحاليل الجديدة أن العديد من الناس الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري لا يحصلون على الخدمات الصحية التي يحتاجونها.

وعلى الرغم من المكاسب الكبيرة في الوقاية والرعاية، فإن العبء العالمي للسل أصبح أعلى مما كان مقدراً له سابقا.

وكشف تحليل مروع جديد عن أن 7 ملايين شخص يموتون كل سنة قبل الأوان بسبب تلوث الهواء ، كما أكدت دراسة عالمية جديدة على الحاجة الملحة إلى مضاعفة الجهود لمنع العنف.

وكانت هناك بعض البدايات الملحوظة: فقد كشف التقرير العالمي الأول حول المقاومة للمضادات الحيوية عن تهديد عالمي خطير للصحة العمومية.

ودعا التقرير الأول حول منع الانتحار إلى اتخاذ إجراءات منسقة للحد من وفيات الانتحار؛ وسلط التوجيه الأول بشأن تسليط علاج التهاب الكبد C الضوء على الدور المحتمل للأدوية الجديدة المنقذة للحياة.

وقد غيرت المنظمة توصياتها بشأن الوقاية من سرطان عنق الرحم ومكافحته. والتمست وجهات النظر بشأن مسودة توصيات جديدة حول استهلاك السكريات. وأحد أبرز ما تم تسليط الضوء عليه هي مزايا الترياق الذي يؤخذ إلى المنزل لعلاج الجرعة الزائدة من المخدرات.

واعتمدت “جمعية الصحة العالمية” خطة العمل لكل حديثي الولادة للحد من الوفيات بين الأطفال الأكثر ضعفا، واتخذت الحكومات قرارات هامة حول قضايا تشمل التغطية الصحية الشاملة، والحصول على الأدوية، والعنف ضد النساء والفتيات. وبدأت مبادرة جديدة للعمل على الحد من بدانة الأطفال.

وقد شجعت منظمة الصحة العالمية البلدان على تسجيل كل المواليد والوفيات، وتدريب المزيد من القابلات على تحسين صحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة. كما دعت إلى تحسين فرص الحصول على الدم المأمون ومنتجات الدم ﻹنقاذ المزيد من الأرواح خلال الحمل والولادة.

ودعت المنظمة أيضاً إلى اتخاذ إجراءات للارتقاء بمكافحة الملاريا، وسن سياسات للتشجيع على الشيخوخة الصحية، واتخاذ إجراءات أقوى لمعالجة المخاطر الصحية المتصلة بالمناخ.

وتم دعوة البلدان في الأمريكتين للقضاء على مواقع تكاثر البعوض للوقاية من انتشار حمى الضنك وداء شيكونغونيا.

وتضافرت جهود ثمانية بلدان صغيرة في أوروبا سعياً لتحسين نظمها الصحية، ومهدت البلدان في الأمريكتين الطريق نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة في هذا الإقليم.