إعدام مدام جربيس

إعدام مدام جربيس مثّل صدمة لدى جمهور الوسط الفني، فلم يكن يُتخيل أن هذا الوجه البريء من شأنه تدمير أسرة بأسرها، الزوج والأخ والأم.. فهي الفنانة التي حُكم عليها بالإعدام نظرًا لبشاعة ما اقترفت، وفي الواقع العربي يعنينا التطرق إلى تفاصيل الجريمة التي سردت على لسان زوجها الناجي الوحيد من مخططاتها الشيطانية.

إعدام مدام جربيس

إعدام مدام جربيس

كانت من الجاليات الأجنبية التي تأتي لمصر في سابق العهد، وكان منهم من يختارون المجال الفني للعمل، قد اختارها المخرج نيازي مصطفى في فيلمه الروائي، لتُجسد شخصية “أم يني” في فيلم سلامة في خير، وظهرت مع ابنها “فيكتور” بدور الجارة اليونانية لنجيب الريحاني، وقد حقق الفيلم نجاح باهرًا في 1937م.

هي التي قتلت حماتها وزوجها بأكثر الطرق المروعة التي لا يتوقع أن تخرج من امرأة! ولأنها فنانة وظهرت في فيلم “سلامة في خير” لكونه حصيلتها الفنية الوحيدة.. والذي كان من بطولة الرائع نجيب الريحاني، نال الخبر الكثير من الاهتمام في الأوساط، وهو خبر إعدامها.. وفيما يلي نتطرق إلى تفاصيل جرائمها.

حدث غامض أثناء عرض الفيلم

بعد ظهورها في الفيلم مع باقة النجوم اللامعين، اختفت مدام جربيس بشكل غامض، ولم يكن أحد يعلم عن حياتها الشخصية شيئًا، فلم يتطرقوا إلى حياتها لفترة طويلة.. بيد أنه أثناء عرض الفيلم، حدث أمر غريب تداعى له الإعلام وأصيب الجمهور بالدهشة.. فبمجرد ظهور جربيس في مشهد في الفيلم وقف الرجل وظل يصرخ حتى أوقف العرض إثر صراخه!

رجلٌ مشوه، تبين فيما بعد أنه زوج جربيس، وهو اسمه “أحمد والي” قاطن في الإسكندرية، كان ينتمي إلى أشهر العائلات هناك، وكان من تجار الذهب المعروفين بسبب ثراء والده وشقيقه.

اقرأ أيضًا عن: قتلة متسلسلين لم يتم الإمساك بهم

سبب اختفاء جبريس

عندما سألوا زوجها عن سبب صراخه، سرد لهم حكايته، وقال إنه بعد وفاة والده أعلن عن طلب سكرتيرة لتقوم بمساعدته في إدارة محلات الذهب التي يديرها مكانه، وتقدمت لتلك الوظيفة امرأة يونانية لكنها ولدت في مصر وعاشت فيها لذا تتحدثها بطلاقة، علاوة على إجادتها لكثير من اللغات الأخرى، فهي كانت مثقفة وجميلة، تُدعى “مارسيا ديمترويس”.

اعتمد عليها كليًا، وتولت بدورها كل شيء.. ومع الوقت نشأ بينهما حب تكلل برابطة الزواج، وهذا بعدما دخلت الإسلام وأشهرته وغيرت اسمها إلى “فاطمة”، وبعد مرور أيام ليست بالقليلة على زواجهما أخبرته أن شقيقه الوحيد قد تحرش بها، وحاول الاعتداء عليها وهي في المنزل أثناء غيابه، وما كان لها إلا الصراخ حتى سمعها زوجها ودخل مسرعًا لينقذها، وظل يضرب شقيقه بعنف حتى لقي حتفه.

قام هو بدفن جثته، ولمّا سألته والدته عن غياب شقيقه، لم يجد عذرًا ليخبرها إياه، فقد تحجج بأنه أرسله إلى إيطاليا لجلب بعض المشغولات الذهبية، إلا أن والدته لم تقتنع بعد مرور الوقت، وذهبت إلى السفارات لتتأكد من أمر عدم مغادرته من مصر، فما كان من زوجته المصون إلا أن تقترح عليه بقتل والدته! والتي تسبب لها مصدر تهديد في أي وقت بسبب سؤالها المستمر عن شقيقه.

بالفعل نفذت خطتها بوضع السم في طعام والدته حتى توفيت، إلا أنها خدعت زوجها، وذهبت إلى البنك مستخدمة التوكيل الذي منحه إياها لأمانتها، وسحبت كل الأموال في حسابه.

لم تقف حيلها الشيطانية عند هذا الحد.. بل قامت بإرسال مجموعة من الرجال إلى منزل الزوجية، وما إن وصل زوجها انهالوا عليه بالضرب وأشعلوا النيران الموقدة في المنزل رغبةً في قتله، ولم تكن تعلم أنه سيتم إنقاذه وسيعيش مشوهًا إثر الحريق.

اقرأ أيضًا عن: أخطر السفاحين في العالم العربي

ما بعد ارتكاب الجريمة

اختفت جبريس بعد تنفيذ مخططاتها عن زوجها، ويُذكر أنها تزوجت من رجل يوناني وأنجبت منه “فيكتور” وهو يني الذي قام بالتمثيل معها في الفيلم، ومن التحقيقات وجد أنهما كانا على علاقة عاطفية قبل أن تتزوج من أحمد الوالي من الأساس، وقد تقدم لخطبتها سلفًا إلا أنه كان فقيرًا فلم يوافق أهلها.

بعد سماح الحقيقة من زوجها أحمد، بدأت الشرطة تقوم بالإعلانات في الصحف والجرائد بحثًا عنها، لأنها متهمة في عدة قضايا، ومطلوب القبض عليها على وجه السرعة، بيد أنها ما إن رأت تلك المنشورات سارعت في الهروب بكل ما تملك من أموال وذهب.

قبل هروبها واجهها زوجها اليوناني راغبًا في أن تترك له الأموال والذهب، إلا أنها سارعت بإخراج المسدس وقتله، وقبل أن يلتقط أنفاسه الأخيرة أراد قتلها إلا أن الرصاصة جاءت في رأس ابنها فيكتور الذي قتل على فوره.. انهارت باكية وأخذت تصرخ حتى سمع الجميع صوتها، وأبلغوا بدورهم الشرطة، وبالفعل تم القبض عليها.

تم الحكم بإعدام مدام جبريس التي كانت تستحق ذلك المصير وفقًا لعدالة السماء.. علاوة على إعدام زوجها الجواهرجي أحمد الوالي، لأنه اعترف على نفسه بقتل أخيه عن عمد والاشتراك في قتل والدته أيضًا، فتم إعدامهما معًا في اليوم ذاته.

كثيرٌ من النجوم في عالم الفن يتركن بصمة ما، ربما بأعمالهم الفنية أو بما انتشر عنهم في الرأي العام والإعلام.. كما حدث لمدام جربيس.