إنشاء أول مدرسة لصناعة المجوهرات

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إنشاء أول مدرسة لصناعة الحلي والمجوهرات خلال مؤتمر توقيع بروتوكول افتتاح المدرسة، وصرح الدكتور محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم، بأن مجال الحلي والمجوهرات من التخصصات النادرة التي لم يكن لدينا مدارس متخصصة فيها، الأمر الذي دفع الوزارة لتفعيل بروتوكول إنشاء أول مدرسة متخصصة فيها.

وأضاف مجاهد، أنه سيتم البدء في إعداد المناهج الخاصة بالمدرسة، وتدريب المعلمين على نظم التعليم الجديدة، لتبدأ الدراسة مع العام الدراسي الجديد..

وأكد أن الطالب في المدرسة سيحصل على مواد ثقافية خاصة بـ”الصناعة” ومميزاتها ومشكلاتها، بحيث تتواكب دراسته مع ما يتعلمه من مهارات، لتتوافر لديه أكثر من فرصة عمل سواء في المصنع التابع له المدرسة أو في مصانع أخرى، أو بدء مشروع خاص به.

ممثل مدرسة الحلي والمجوهرات: الطلاب سيحصلون على راتب شهري

وخلال توقيع البروتوكول صرح ممثل شركة إيجيبت جولد المسؤولة عن فتح أول مدرسة للحلي والمجوهرات، بأن غياب مدارس تخريج صناعية الذهب أثّر بشكل سلبي على الصناعة بشكل عام في مصر.

وأضاف أنّ الطلاب في المدرسة سيحصلون على مكافأة شهرية منذ اليوم الأول لهم في الدراسة، ومدتها 4 أيام في الأسبوع عملي، ويومين نظري.

 

خبراء: ستخرج نواة جيدة في السوق المصرية على أساس علمي

قال الدكتور جمال القليوبي الأستاذ بكلية هندسة البترول والتعدين بجامعة السويس، إن مهام البحث والتنقيب عن الذهب المنتشرة في الصحراء الغربية وبصورة أكثر كثافة في الصحراء الشرقية من العمليات الأكثر خطورة، حيث توجد احتمالات كثيرة باختلاط الذهب خاصة وأي معدن بوجه عام، بمواد مشعة وسُميات، ما يتسبب في إصابة العاملين بها بأمراض كثيرة، بسبب عشوائية التنقيب غير القائمة على أي أساس علمي.

تابع القليوبي أنّه بعد البحث والتنقيب لا تزال الخطورة الصحية قائمة فيما يخص صناعة السبائك، لذلك كان وقف عشوائية تلك العمليات من مهام المهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس لشؤون المشروعات القومية، والذي أعطى أولوية لإعداد كوادر وتدريب العاملين في مثل هذه الصناعة التي نالتها العشوائية لسنوات، ما يجعل مثل هذه المدارس ذات تأثير استراتيجي كبير.

وأوضح الأستاذ بكلية هندسة البترول أنّ التعليم الفني هو الأكثر انتشارا في مصر في الوقت الراهن، وإعطاء مثل هذه الأولوية له يعتبر أحد الحلول القوية لزيادة معدلات الفهم والوعي والمهنية لمحاربة الجهل والعشوائية، إضافة إلى أنّه لم يكن يوجد من قبل مدارس تخرج مثل هؤلاء الخريجين، فمن المتوقع أنّه عندما نوفر خريجي تعليم متوسط مؤهلين للتعامل مع الذهب والألماس سيضمن توفير مهنيين للتعامل مع صناعة مليئة بالأكاسيد السامة بطرق علمية حديثة.

من جانبه، أوضح علي فارس معلم بالتعليم الفني، أنّ مصر مفتقدة مثل هذه التخصصات التي تعزز عمليات الاستخراج وعلميات تنقية المعادن النفيسة في مصر بدلا من تصدير المواد لتنقيتها بالخارج، وبالتالي تتم جميع الخطوات على أيدي عاملين وفنيين مهرة، بما يجعل خريجي مثل هذه التخصصات نواة جيدة في السوق المصرية على أساس علمي، وأيضا تكون الفرص أمامهم جيدة لاستكمال الدراسة في المعاهد وكليات التعدين بخبرة معرفية جيدة.

وتابع الفارس،  أنّ العمل في صناعة الذهب والألماس يحتاج مهارات عالية، لذلك يجب اختيار طلبة ذوي مهارة ومتفوقين، مضيفا أنّ ذلك أحد مظاهر مراعاة احتياجات سوق العمل لخريجين في تخصصات فريدة وجديدة.

 

خبراء تربية: مدرسة الحلي تحولنا لدولة مصنعة للمجوهرات

الدكتور حسن شحاتة الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، قال إنّ مدرسة صناعة الحلي هي الأولى من نوعها ما يعد تطورا ملموسا للتعليم المصري وتوجهه نحو الاهتمام بالمدارس الصناعية والتكنولوجية، وافتتاح أول مدرسة لصناعة الحلي والمجوهرات خطوة مهمة للحفاظ على الحرفة القديمة والحفاظ على هوية الشخصية المصرية من خلال تنمية مهارات العاملين بها.

وأضاف شحاتة أنّ وجود مدرسة متخصصة في هذه الصناعة إضافة جديدة للتعليم التكنولوجي في مصر، ويجب الاستعانة فيها بالعمال المهرة وتجار الصاغة الكبار في الصاغة فيما يخص الجانب العملي التطبيقي دون الاكتفاء بالجانب النظري لتأهيل الخريجين منها لسوق العمل.

من ناحية أخرى، اعتبر المستشار هيثم غنيم عضو مجلس الوحدة الاقتصادية، أنّ العائد الاقتصادي من المدرسة سيكون كبيرا، نظرا لأنها تساهم في تخريج دفعات مستقبلية من العمال والحرفيين المهرة ما يحولنا إلى دولة مصنعة للحلي والمجوهرات ومصدرة للخارج.

وأضاف غنيم، أنّ اهتمام الدولة بالتعليم الصناعي يتطلب تضافر جهود الوزارات كافة وليست مسؤولية التعليم فقط، فالاهتمام بالحرف والصناعات يحوِّلنا لدولة مصنعة ذات اقتصاد قوي، لافتا إلى أنّ دول الخليج نجحت في صناعة المجوهرات، ما انعكس إيجابا على اقتصادها.