الإسكندرية / عجمى إبراهيم 
إنتبهوا أيها السادة … مازال مسلسل هدم القصور والفيلات الأثرية مستمرا … ثروة قومية تسقط من حسابات الحكومة .. والفاعل أيضا مازال مجهولا ؟!
رغم أنف المسؤلين وأمام أعين الجميع وفى وضح النهار ووسط زحمة الأحداث الأخيرة التى تمر بالبلاد .. إستغل أعضاء المافيا حالة الفراغ الأمنى لتكثيف نشاطها والأعتداء بالبناء المخالف على كل ما هو أخضر ويابس وتقوم بهدم المئات من المبانى والفيلات والقصور التاريخية والأثرية لتتحول أرقى وأجمل مواقع الأسكندرية وأحيائها إلى غابات وكتل خرسانية وعشوائيات شوهت وجه عروس البحر الأبيض المتوسط ونالت من جمالها وأغتالت الفن والتاريخ بها حتى أصبح ” المسخ والنشاذ ” أمرا واقعا فرض بالقوة مع سبق الإصرار والترصد !!
فجأة ودون مقدمات أختفت المئات من الفيلات والقصور الهامة والتاريخية والتى إمتازت بها أهم وأرقى أحياء الأسكندرية وأخيرا … سقطت فيلا ” أبو الغار ” .. بمنطقة سيدى بشر بكورنيش الأسكندرية .
رغم الضجة الإعلامية التى أحدثتها من خلال مسلسل ” الراية البيضا ” للكاتب الشهيرالراحل أسامة أنور عكاشة … إلا أنها لم تسلم من يد معاول الهدم … وسقطت على رمال كورنيش الأسكندرية كمثيلاتها من المبانى التاريخية والأثرية وحاولنا رصد ( القضية )من جميع أطرافها … والتقدم بهذا البلاغ إلى من يهمه الأمر ومطلوب رد عاجل من محافظ الأسكندرية !!
… خاصة بعد إختفاء العديد من المبانى والقصور الأثرية فى ظروف غامضة ونأمل ألا يكون الفاعل مجهولا ؟!
يقول …أحمد محمود .. أثرى : أختفت عدة قصور وفيلات أثرية هامة منها قصر الشمس بالعصافرة وقصر سيدى بشر وفيلا الفنانة آسيا وقصرى جناكليس والأميرة فايزة وفوزية وتوريل والسراى الملكية ولوكاندة المندرة ومحرم بك ومعها المئات من النماذج الأخرى التى أختفت تماما و” أبو الغار ” ليحل محلها أشباح خرسانية على حساب تاريخ الأسكندرية الذى هو فى حقيقته ملكا للأجيال القادمة .. !!
يقول محمود عويس .. من أهالى الأسكندرية : ولأن أسلوب البناء المخالف وسرقة أراضى الدولة وهدم الفيلات والقصور الأثرية هو المدخل الشيطانى للثراء السريع والفاحش والدخول فى دائرة الملايين والمليارات من الجنيهات . إستغل أصحاب النفوس الضعيفة والبلطجية ولصوص الأراضى وعديمى الضمير .. الفراغ الأمنى فى بعض المناطق وقاموا بتكثيف نشاطهم مستخدمين الأساليب الملتوية والعقود المزورة من أجل تزييف الحقائق وتبديل المواقع والدخول فى سباق مع الزمن علها تكون الفرصة الوحيدة — على حد إعتقادهم – والتى قد لا تتكرر ؟!
يقول .. مصطفى السعيد – مسئول بحى المنتزة : فى الآونة الأخيرة … لاحظ أهالى الأسكندرية إختفاء عدد كبير من القصور الأثرية الهامة رغم قرارات الحاكم العسكرى بمنع هدمها … وتم إغتيالها فى أيام معدودة وفى غفلة من المسئولين مستغلين الظروف الأمنية التى تمر بها البلاد … وقيام بعض البلطجية بحرق بعض مبانى أحياء الأسكندرية .
وقيام أفراد عصابات المافيا بتشويه المعالم الحقيقية للأثر والمبانى المعمارية وواجهتها وإتلاف الأساسات وذلك بترك المياة مفتوحة عليها بشكل دائم حتى يتم إذابة مواد البناء لتبدو وكأنها إنهارت مبانيها بفعل عوامل التعرية وهى فى الحقيقة منها براء ؟!
يقول .. سيد مجاهد .. بالمجلس المحلى سابقا : إختفاء القصور الأثرية هو إغتيال لتاريخ شعب الأسكندرية القديم والحديث .. فخلال أيام معدودة تم هدم فيلا أبو الغار والتى أثار حولها ضجة إعلامية وثقافية وحضارية كبرى وكذلك العديد من المبانى والفيلات والقصور الاثرية .. التى عبرت عن تاريخ الأسكندرية الإنسانى والفنى والمعمارى على مدار العصور المختلفة والتى تميزت بها أجمل وأرقى أحياء الأسكندرية حتى تحولت بعض أحيائها الى كتل أشبه بالأشباح الخرسانية وبكورنيش الاسكندرية والمسئولين فقط يكتفون بدور المتفرج ؟!
يقول د .. شنودة جرجس … بكلية الآداب جامعة الأسكندرية : نعود إلى أصل القضية التى يرجع عمرها لأكثر من نصف قرن من الزمان والتى تتمثل فى وجود مجموعة نادرة من القصور التاريخية العريقة التى تركت مهجورة منذ قيام ثورة لوليو 1952 ولم يفتح أبوابها منذ ذلك الوقت .. وأكد العديد من المواطنين أنه تم سرقة وإغتصاب محتوياتها الثمينة والأثرية وذلك من خلال سراديب خلفية موجودة أسفل تلك القصور تحت الأرض وتعود تلك القصور ألى أحقاب تاريخية مختلفة كما أن بها لوحات فنية نادرة الوجود فى العالم وتتميز بالمساحات الشاسعة والحدائق والتى تقع فى أفضل مواقع الأسكندرية السياحية لذا كانت هدفا للمافيا إما لبيعها بعد تزوير مستنداتها أو هدمها وإنشاء أبراج سكنية بدلا منها ويؤكد البعض أن بعض القصور الأثرية لم تدرج ضمن قوائم المصادرة ومنذ ثورة يوليو ترك أصحاب تلك القصور ثروة ضخمة فى شكل مقتنيات فنية بداخلها وتماثيل ولوحات فنية لأكبر مشاهيرالعالم وترك الملك فاروق قصور أثرية لا حصر لها تعود معظمها للأسرة المالكة وباقى أسرة محمد على باشا تصل أثمانها إلى المليارات من الجنيهات وتتعدى مساحتها المئات من الأفدنة ظاهرها خراب ويقال أنها ملجأ للعفاريت والشياطين ولكن حقيقتها أنها وكر لعصابات مافيا الأراضى والقصور وهى التى كانت هدفا لهم وعملا تجاريا طوال تلك السنوات التى حولوا فيها القيم التاريخية التى تلال من الأموال فى خزائنهم .
يقول .. سعيد عرابى .. بالمحافظة : أصحاب الكتل الخرسانية والمسئولين عن بيع تاريخ مصر ليسوا إلا بعض موظفى المحليات السابقون وأعضاء مافيا بيع الأراضى الذين يزعمون أنهم حراس على القصور من قبل الحكومة بعد ثورة يوليو 1952 .
وتعتمد خطة هؤلاء الأفراد على تعمد تشويه المعالم الحقيقية للمبنى الأثرى وإتلاف واجهاته ليتحول بعد ذلك الى إطلال من الحجارة يتم إزالتها أثناء الليل ليدفن القصر ثم يبدأ فرع جديد من المافيا بتزوير تراخيص البناء وتسهيل سرقة التاريخ بإستخدام اساليب الإحتيال ليتحول الموقع إلى مبنى خرسانى وابراج سكنية مخالفة اصلا للقانون ولا يوجد لها أوراق رسمية صحيحة تثبت ملكيتها أو مشروعية البناء القائم اصلا على أرض مملوكة للدولة ونتساءل .. أين ذهبت هذه القصور ومن قرراغتيالها لصالح مافيا بيع تاريخ مصر ؟!!