بقلم /خالد الصاوى

مشروع محمد علي النهضوي إضافة إلى توسعه على حساب الخلافة العجوزة ويقف ضد طموح الإدارات الأوربية الاستعمارية رغم أنه كان مشروعا فوقيا يحلم به والي مصر الغير مصري ليقيم مجدا شخصيا لنفسه ولورثته من بعده إلا أنه نقلة نوعية لمصر تجاه الحداثة فما كان من الغرب أن يضعوا يدهم في يد الخليفة العثماني للحد من طموحه وكسر إرادته التوسعية فحطموا أسطوله واشترطوا عليه شروطا مجحفة تحد من دخول مصر لنهضة صناعية كبرى ، كما أن مشروع جمال عبد الناصر كأول رئيس مصري بعد الخلافة الإسلامية والدول التي استقلت بها ، حاول عبد الناصر دون محاولة للتوسع خارج حدوده أن ينشيء قلعة صناعية مستغلا الرقعة الزراعية فأنشأ المصانع العملاقة والمشاريع الكبرى كالسد العالي الذي حمى مصر من سنوات الجفاف ويعد المصدر الوحيد لطاقة الكهرباء حينذاك ومن هنا بدأ الغرب يحاولون الإيقاع به فكان تأميم القناة الشوكة التي استغلها الغرب الاستعماري ومعهم إسرائيل لضرب المشروع الناصري لنقل مصر نقلة صناعية حديثة ، ولكن لم يتم المراد لتلك القوى بسبب الوقفة والنضال الشعبي من أهالي بورسعيد وطلاب الجامعة والعمال ، ثم مهدوا لإسرائيل ضرب مصر في عام 1967 واستطاعت إسرائيل هزيمة الجيش المصري واحتلال سيناء ومنذ ذلك التاريخ ولم نر مشروعات صناعية عملاقة يمتلكها المصريون ، إلى أن جاء الرئيس السيسي الذي كان واعيا لدروس الماضي فقرر بدء الدخول في التنمية وفتح باب الاستثمار لرجال أعمال جميع الدول إضافة إلى المشروعات التي تتم لحساب القوات المسلحة أو لحساب الدولة المصرية فنجد الصين لها مشروعات كبرى في خليج السويس باتجاه العين السخنة وهناك شركات روسية تعاقدت على عدة مشروعات إضافة إلى مشروع توليد الطاقة الكهربائية عبر محطة الطاقة النووية المشروع المؤجل منذ الستينيات في القرن المنصرم إضافة إلى اتجاه هيئة قناة السويس لتصنيع الناقلات العملاقة وكان العام الماضي الاحتفال بأول ناقلة بترول عملاقة تصنعها الهيئة ، وإذا نظرنا لجبل الجلالة وحسب رواية أحد العمال أنها تزخر بالمصانع ليكون لدينا منطقة صناعية جديدة ووليدة لديها القدرة على استيعاب البطالة أو قل جزء منها بالإضافة على قدرتها على استيعاب الكثير من المشروعات الصغرى إضافة إلى تحديث سلاح الجيش المصري كما وكيفا ، وها هي سيناء مازالت تبدأ فيها المشروعات من جنوبها متجهة إلى شمالها وقد نرى مشروعات زراعية وصناعية في الفترة القادمة أكثر سرعة بعد الانتهاء من الأنفاق ، كل ذلك جعل الإدارة الأمريكية تحرك وكلاءها داخل مصر وخارجها لمحاولة زعزعة استقرار مصر من الداخل ، إضافة إلى نقل مسرح العمليات الإرهابية إلى جنوب مصر من ناحية السودان البشير ومن ناحية حدودها الغربية ليبيا ، وقطر تمول سد النهضة جنب إلى جنب مع إسرائيل وتمول كذلك السودان البشير ، ويبقى محاولة جر مصر للحرب عن طريق الوكيل التركي الذي أفسح لسودان له موضع قدم في أحدى جزرها جنوب البحر الأحمر ، وإذذا قامت حرب الوكالة ستحاول إثناء مصر عن محاولات التنمية وكسر إرادتها ويظل الاستعمار واقفا يحرك وكلائه كما يشاء وستظل مصر تراهن على نفسها وشعبها وجيشها أولا ثم من يثبت صموده معها من العرب ، ومازال موقف روسيا لا يمكن التعويل عليه إلا طبقا لمصالحها ، ولكن على مصر أن تتجنب جرها إلى حرب ستكون متعددة الجبهات وأن تستمر في تنميتها حتى يستشعر المواطن أن عائد هذه التنمية والحرمان الذي يعيشه من أجلها عائد إليه مستفيدا منه كحينها ستكون قوة الإرادة الشعبية المصرية هي من يعطي الثقة لقيادته على الاستمرار في التنمية وأعتقد أن ىمصر في عهد لصليبيين والمماليك عانت ظروفا متشابهة من الخيانات العربية وانتصرت وبقيت مصر وستبقى بأمر من الله منتصرة على مافيا العالم الذي يسمي نفسه شركات متعددة الجنسيات أو المالطي ناشيونال وهم الذين يتحكمون في إدارات الدول الكبرى.