للشاعر/ حمدي الطحان
————————————
لا تغضبوا ..

لا تشجبوا ..

لا تلتقوا في الجامعة !

كونوا كقطعان البهيم الوادعة !

فالأمرُ أبسطُ من عُبوسِ وجوهِكم

والخَطْبُ أيسرُ من شرودِ عقولِكم

ما شأنُكم أنتم بشعبٍ ينمحي ؟!

أو مسجدٍ بالٍ بتلكَ النَّاحية ؟!

***************

قـدسٌ وأقصى والبُراقُ و قِبْلةٌ

———————– ماذا بربِّكَ تَقصِدُ الكلماتُ ؟!

أَوَمحْضُ ألفاظٍ تَواردَ ذكرُها

——————– عبرَ العصورِ فَحُبِّرتْ ورقاتُ ؟!

أم وَهْمُ عُبَّادٍ ولوثةُ شاعرٍ ؟!

——————– أم همهماتُ الجِنِّ أم شطحاتُ ؟!

هل أهلُ تلكَ الأرضِ جاءوا من عَلٍ

———————– ثُمَّ استردَّتْ بَعْثَها النَّجماتُ ؟!

أم أنَّ هذي الأرضَ باعتْ نسلَها

————————- فَتقاذفتْهم بعدَها الفَلَواتُ ؟!

أم أنَّها مِلْكٌ مُشاعٌ للَّذي

———————- في كَفِّه السِّكّينُ والعُملاتُ ؟!

مَنْ خَلْفَهُ وقفتْ شياطينُ الوَرَى

————————- والهيئةُ الدّوليّةُ الرّقصاتُ

من صالَ فينا ثُمَّ جالَ مُعربدًا

——————— والكون غافٍ والضَّميرُ سُبَاتُ

من صَيَّرَ الأطفالَ طُعْـمَ وَقودِهِ

——————— وتَعَوَّذتْ من جُرْمِهِ الحُرُماتُ

يا لَلقداسةِ بالنِّخاسةِ قـد غَدتْ

————————– صيدًا لمن لَعَنَتْهُمُ الَّلعناتُ

القدسُ تَصرخُ ، والنّجاسةُ كمَّمتْ

——————— صَرخاتِها ، وتَوارت النَّخواتُ

آهٍ على العُرْبِ الكِرامِ ولوعةٌ

——————- هل بُدِّلوا ؟! أم أنّهم قد ماتوا ؟!

*********************

يا أيُّها القومُ الغُثاءُ النُّوَّمُ

يا أوجهًا للعارِ ..

يا مُهَجًا مُسافِحةً

وإحساسًا بليدًا يصدِم

لو أنّكم قُلْتم :

لهذا البيتِ ربٌّ يَعصِمُ

أو أنَّكم لُذْتُم بأطرافِ الجبالِ وعُذْتُمُ

ورفعتمُ الأيدي التّقيَّةَ للسّما وبكَيْتُمُ

ودعوتمُ المولى القديرَ تذلُّلا

وسكبتمُ الدَّمعَ السَّخينَ تَبتُّلا

لكنَّكم لستُم لذاك البيتِ إلاّ عابرين ورُحَّلا

لكنَّكم لستُم لذاكَ البيتِ أهلاً أُصَّلا

بل إنَّكم بِتُّم كيانًا مُخجِلا

بِتُّم ضياعًا مُؤسِفًا مُتواصلا

وكأنكم نَجَسٌ

ومن رَحِمِ الحرامِ وُلِدْتمُ

وكأنّكم رجسٌ

وفي حجر الخُنُوعِ نشأتمُ

وكأنكم ليلُ المذلّةِ جاثِمُ

يا ليتكم وَهْمٌ ..

سرابٌ ..

أو هباءٌ مُعدَمُ !َ!!!