لبنان والدهان السياسي
المغرب : المصطفي توفيق
ليس أغرب من أن تعيش لترى قوما يعيشون الذل و القهر من عدو غاشم على امتداد عقود أذاقهم كل صنوف القتل و التهجير و الدمار… و تجدهم يعادون بقوة من حمل منهم أرواحهم على أكفهم ليقاوموه بكل ما لذيهم من وسائل دفاعا عن الكرامة والشرف في زمن قلت فيه الكرامة والشرف.
لا أغرب من أن تجد من يقف في طوابير الجوع للحصول على رغيف الخبز المفقود أمام أبواب الأفران التي لم تجد للوقود سبيلا كي تعيد الحرارة و الحركة لدواليبها ويعادون من يقاتل من أجل مدهم بالوقود.
لا أغرب من أن تجد من يحمل آلام و أوجاع الوباء ومختلف الأمراض و يختنق حد الموت بعد توقف الأجهزة الطبية في مستشفيات بلده لانقطاع الكهرباء وتوقف المولدات و يرفض قدوم البواخر المحمولة بالنفط و الغاز لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أطفالهم ونسائهم و شيوخهم بل و أنفسهم.
لا أغرب من أن تجد من يستميت في أن يبقى خائنا عميلا مأجورا ذليلا كي لا تبصر عينه قبسا من نور العزة مفضلا أن يغمض عينيه، رافعا عقيرته يوزع الشتائم على كل من بادر إلى إشعال شمعة أمل هنا أو هناك .
كثيرة هي المشاهد المؤلمة التي صدمتنا بها بعض النخب في لبنان الشقيق ، وهي حالة نفسية غريبة بدأت أعراضها تظهر بوضوح على الذات العربية نأمل أن يتم تجاوزها سريعا حتى لا تستفحل أكثر.