صُبّي.. فقَطْرُ النَّدى في الكفِّ ينْدَفِقُ
يا زهْرَةَ الحقلِ والأشذاءُ تنبَثِقُ
لَذَّ الوُضوءُ بدمْع الزَّهْرِ مضمَضَةً
والوجْهُ يُغسَلُ فالوجْناتُ تأتلقُ
صلَّيْتُ للهِ ربّ العرْشِ أسألُه
سؤلَ العبيدِ .. ودينُ الله أعتنقُ
إذْ أيْقَظَ الطيْرَ همْسُ الشمسِ مقبلةً
تَنَفَّسَ الصُّبْحُ فالأنْوارُ تنعَتِقُ
صبّي فَدمْعُكِ في العَيْنينِ لُؤْلُؤهُ
تاجُ الجَمالِ على الأوْراق ينْفَلق
لَأنتِ تسترقينَ العيْنَ مائِسَةً
مَعَ النَّسيمِ وبعضُ اللُبِّ يَنْسَرقُ
مَيّادةَ القَدِّ هلْ أطلقْتِ أغنيةً
وها هَو الحرفُ بالأنْغامِ يلتَصِقُ
وها قدِ ارتَسمَتْ والقلبُ يعزفها
بالضَّاد ناطقةً في لحْنِها الرَّمَقُ
صُبّي طَهورَكِ .. هذا الطَّلُّ أرْشُفُهُ
عذْباً فراتاً ففي دمْعاتِه الغَدَقُ
بعدَ الوُضوءِ به «أستاك» في نُسُكٍ
لألْثُمَ الثَّغْرَ عِشْقاً ثمَّ أختَنِقُ
في دمْعِ سوْسَنَةٍ ظلَّتْ هُناكَ إلى
جوارِها الماءُ.. بالنِّسْيانِ تحْتَرِقُ
تبكي وتذْرِفُ هَطْلْاً لا صلاةَ بهِ
ظلّتْ هُناكَ وقد أزْرى بها العَرَقُ
نادتْ ومسْجِدُها تبكي مَآذِنُهُ
لا دمْعَ يجري ولا أشْواكَ تُمْتَشَقُ
فالروْضُ مُرْتَهنٌ في نسْغِهِ غضَبٌ
كالنّارِ يسري لَظىً يغلي به الحَدَقُ
يا زهرةَ القلبِ صُبّي في العُيونِ هُدىً
إنَّ البَصائرَ بالبُهْتانِ تُخْتَرَقُ
تاهَتْ أمِ انْخَدَعتْ سِيّانَ -واوَجَعي-
واستفْحلً الخطْبْ فالأقْدامُ تَنْزَلِقُ