الواقع العربي

الممثلُ الصامت / محمد السيد إبراهيم
الإسكندرية ، 5 فبراير 2018 م
……………………………………
بُقَعٌ من الألوانِ يُخفي تحتها
وجهًا تُروِّضُهُ الفُصولُ
.
هو ذا بأحضانِ الرصيفِ كأنه التمثالُ
يرمُقُهُ الجميعُ فيضحكون فيبتني
سُورًا هوائيًّا ليحجُبَ صَرخةً
في الصدرِ يقتلُها الفُضولُ
.
ـ هو مَيِّتٌ ؟
ـ لا . . لم يمُتْ بَعْدُ . .
ولكن ربما
ماتت جوارحُهُ فأمسى صامتًا
أو ربما هو لا يرانا حين نبني
ذلك السُّورَ الفُولاذيَّ الغبيَّ بصدرِنا
فالعينُ لا تَعمى
ولكن عندما تَعمى القلوبُ
ستائرُ الظلماءِ تحجُبُنا
فلا يدري أأشباحًا يَرى ،
أم أننا صرنا تماثيلاً نُحاكي ذلك التمثالَ ؟
يكرُهُنا . .
مخافةَ أن نُشاركَهُ الرصيفَ
فيكتمَ الرفضَ العنيفَ بوجهِهِ الجبليِّ
لكنَّ العيونَ نوافذٌ
وملامحُ الإنسانِ تفضحُهُ
فنعرفُ ما يُخبِّئهُ
وما سِرًّا يقولُ

buy essay