بغداد – وصل وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو الاحد الى بغداد في زيارة التقى خلالها كبار المسؤولين العراقيين، وفتحت فصلا جديدا في علاقاتهما الثنائية.

وتعهدت بغداد وانقرة بمكافحة الارهاب وتوسيع التجارة بينهما على الرغم من ان البلدين اللذين شابت علاقاتهما توترات لعامين لا يزالان مختلفين بشان رؤيتهما حيال ملف الازمة السورية.

وشهدت العلاقات العراقية التركية توترا على خلفية الازمة السورية خصوصا، اذ ترفض بغداد تسليح المقاتلين المعارضين في سوريا وتدعو الى حل سياسي للنزاع الدامي فيها.

لكن الجانبين احرزا تقدما خلال الاسابيع القليلة الماضية لاعادة العلاقات الى سابق عهدها.

وقام وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بزيارة الى انقرة في 25 تشرين الاول/اكتوبر ازالت الجمود.

وزيارة أوغلو التي تعد تمهيدا لزيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى انقرة، تهدف الى الدفع باتجاه فتح صفحة جديدة بين البلدين وانهاء التوتر، كما قال مسؤولون عراقيون واتراك.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي ان “الارادة متوفرة في بغداد وانقرة لدفع العلاقات الى الامام واتفقنا على اعادة تفعيل لجنة الحوار السياسي والدبلوماسي بيننا”.

واضاف “بحثنا العلاقات التجارية من خلال توسيع شبكة المواصلات الجوية وربط السكك الحديدية بين البلدين”.

واوضح زيباري ان “تركيا هي الشريك الاول لنا حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 12 مليار دولار وهناك رغبة في توسيعها”.

والتقى أوغلو خلال زيارته التي تستغرق يومين رئيس الحكومة نوري المالكي اضافة الى عدد من المسؤولين السياسيين في بغداد وفي مدينتي كربلاء والنجف المقدستين.

بدوره، قال اوغلو “عقدت لقاءات مثمرة مع رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، انا مسرور لاني ارى ارادة قوية من اجل تفعيل وتسارع وتيرة العلاقات بين البلدين”.

واضاف “نقلت اليهم الارادة القوية من قبل رئيس الوزراء رجب طيب ارودغان والرئيس عبد الله غول”.

واكد ان “نجاج العراق هو نجاح تركيا”، مشددا على ان ” كل ازمة يمر بها الشعب العراقي هي محنة للشعب التركي”.

واضاف ان “الهجمات الارهابية التي وقعت في الفترة الاخيرة في العراق المت اعماق قلوبنا، لذلك نعرب عن استعدادنا لمساعدة العراق في مكافحة العمليات الارهابية”.

وفي الشان السوري، اتفق الوزيران على ان المتضرر الاكبر من الازمة هما العراق وتركيا.

وقال اوغلوا بهذا الصدد “نحن نرغب بمشاركة دول جوار سوريا في جنيف 2 وسنقوم بتفعيل الية التشاور المشترك مع العراق”.

واضاف “اؤكد اننا سنقف ضد من يريد خلق فتنة طائفية في المنطقة بوقوفنا الى جانب العراق (….) منطقتنا نزفت الكثير من الدم لذلك نتطلع الى منطقة سلام واستقرار”.

واقر زيباري باختلاف وجهات النظر بين بغداد وانقرة حيال الملف السوري، لكنه شدد على وجود امور مشتركة.

واوضح ان “كل دولة لها رؤيتها، ليس شرطا ان يكون هناك تطابق مئة بالمئة، لكن تركيا والعراق يدعمان مؤتمر جنيف 2 وتركيا لديها علاقات مع المعارضة، ونحن لدينا علاقات مع المعارضة والحكومة، لذا هناك مجالات ممكن ان نتعاون فيها حتى ان لم نكن متطابقين في الرؤية”.

واضاف المهم ان “نعمل على ان لا تحصل فوضى في سوريا (…) خاصة بعد ان تبين للجميع ان الخيار الامثل هو خيار الحل السلمي التفاوضي لاجراء انتقال سلمي للسلطة”.

وشهدت العلاقات العراقية التركية تطورا كبيرا في الفترة التي سبقت النزاع السوري، اذ تبادل البلدان زيارات متعددة وقام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان ووزير الخارجية احمد داود أوغلو بزيارات الى بغداد.

لكن الاختلاف حول التعامل مع القضية السورية حيث دعمت تركيا المعارضة فيما وقف العراق على الحياد، وتبع ذلك قرار تركي بمنح نائب رئيس الجمهورية المحكوم بالاعدام طارق الهاشمي اللجوء لديها.

وتبادل الطرفان الاتهامات باثارة فتنة طائفية في عدة مراحل، فيما استدعى البلدان سفيريهما.

وعلاوة على ذلك، انتقد العراق بشدة عقد انقرة صفقة مع اقليم كردستان العراق لاقامة انبوب نفط بين الاقليم وانقرة دون موافقة بغداد مما زاد في حدة التوتر.

وقال علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي لفرانس برس ان “هذه الزيارة تعد استئنافا للعلاقات الطبيعية بين البلدين وتشكل بداية جديدة واغلاقا لمرحلة انتابها نوع من التوتر نامل ان تعود الى سابق عهدها”.

واضاف ان “البلدين مرتبطان بمصالح وتاريخ وتحديات مشتركة”.

واوضح ان “دفء العلاقة لا يعني التطابق في جميع المواقف الاقليمية، انما سيتم تعزيز الاشياء المتفق عليها فيما يتم التفاهم والحوار على الاشياء المختلف فيها”.