تفاصيل خلاف رياض السنباطي وأم كلثوم

تفاصيل خلاف رياض السنباطي وأم كلثوم جعلتها تخرج عن اللون السنباطي في بعض أعمالها، نعلم أن رياض السنباطي من أكبر الملحنين في عصره وهو مصدر إلهام للكثيرين، كما أن أعماله تنطوي على أرقى الكلاسيكيات في الموسيقى العربية، وهو متميز بالقدر الذي جعله ملحنًا لكوكبة من كبار الفن لاسيما كوكب الشرق أم كلثوم.. إلا أن علاقتهما تأثرت ببعض المشاحنات لفترة وهو ما سنوافيكم بذكرُه من خلال الواقع العربي.

قصة رياض السنباطي مع أم كلثوم

ألحان السنباطي لم تخلو من الرومانسية والوطنية والحماسية وكذلك النزعة الدينية، فهو جمع بين كل شيء، ليقدم باقة متنوعة من الألحان التي بقيت خالدة في آذان مستمعيه، وقد تأثر في بداية حياتُه بكثير من اللامعين في التلحين، أمثال السيد درويش وزكريا أحمد والقصبجي، إلا أنه مع الوقت استطاع أن يثبت تفرده وموهبته الخاصة.

حينما اتخذته أم كلثوم ملحنًا لها في كثير من أغانيها كان الحظ محالفًا إياه، وقد لحن لها ما يقرب من 90 أغنية في سنواتٍ طوال، ليكون أكثر من لحنوا لها.. وأروع ما لحنه الثلاثية (ولد الهُدى، سلوا قلبي، نهج البردة)، تعتبر تلك القصائد طويلة بعيدة عن الرومانسية التي غلبت على ألحانه السابقة، تميزت بالأصالة والعراقة والأسلوب الفصيح المعبر، وكانت بالاستعانة بأمير الشعراء أحمد شوقي.

استمرت الصداقة بينهما ما يقرب من 40 عام إلا ما عكر صفو العلاقة لِما يصل 4 سنوات تجلى في بعض المواقف التي بوسعنا سردها فيما يلي:

1- مشكلة الأطلال

عندما عرض السنباطي لحن الأطلال لأم كلثوم اعترضت على الكوبليه الأخير “لا تقُل شِئنا فإن الحظ شاء” لأن الطبقة عالية فيها، وطلبت منه أن يُعدل ما لحن.. وما كان من السنباطي إلا أن غضب ورمى العود وخرج وهو يرفض التعديل المطلوب، لأنها قد تربت على ألحانه ولم تعترض يومًا، وبعدها طلب من أم كلثوم أن تغنيها دون تعديل، وهي بدورها وافقت محافظة على سنوات العمل بينهما.

على أن الأطلال كانت من أبرز الأغاني العربية التي أتقنتها أم كلثوم، حيث نالت صدى واسع من الجماهير دون العلم بكواليس الخلاف بين المطربة والملحن، واكتشفت أم كلثوم من خلال رد الفعل الجماهيري أن السنباطي كان على حق في عدم تغييره لقفلة القصيدة.

لذا قامت بعد انتهاء الحفل بزيارة السنباطي وأخبرته أنها ختمت القصيدة بالكوبليه 3 مرات متتالية لتؤكد له على أنها أدركت كم هي رائعة بتلك الختمة، وعليه تلاشى هذا الخلاف.

اقرأ أيضًا: أروع ما لحن بليغ حمدي

2- غضب أم كلثوم من السنباطي

تُذكر تفاصيل خلاف رياض السنباطي وأم كلثوم في عام 1962 حينما قام السنباطي بتلحين أغنية “يا ناسيني وأنا عمري ما أنسى حُبك” للمطربة “شهرزاد” كما أنه صاحبها بالعود على المسرح.. الأمر الذي أغضب أم كلثوم لأنه لم يصاحبها مطلقًا بعودُه على المسرح، واستمر الخلاف 4 سنوات.

3- خلاف انتهى بأمر رئاسي

ذُكر في عام 1960 حوار صحفي بتفاصيل خلاف رياض السنباطي وأم كلثوم، والذي أعلن أنه لن يُلحن لأم كلثوم مجددًا ولو على يد مُحضر، ذلك في فترة الخلاف بينهما والذي استمر 4 سنوات.. أما عن طلب التلحين من السنباطي فكان لرغبة الإذاعة في أن تقدم أم كلثوم أغنية تهنئة للشعب العراقي بمناسبة الثورة.

حيث كتب الكلمات محمود حسن إسماعيل في شكل قصيدة، ومن ثم أخبرته أم كلثوم أن قصيدته تلك لن يُلحنها إلا السنباطي، فعلى الرغم من خلافهما إلا أنه يُفترض أنها كانت راغبة في تصليح الأمر بينهما، حيث طلبت من وجدي باعتباره ممثلًا للإذاعة أن يذهب إلى السنباطي حتى يتفق معه على تلحين القصيدة، والذي بدوره أحضر الأوراق والعقود وذهب إلى رياض، وحينها أعرب عن رفضه.

إلا أنه في نهاية المطاف وافق مضطرًا للامتثال إلى أوامر الراحل جمال عبد الناصر، فهو من تحدث معه هاتفيًا ليطلُب منه بنفسه أن يتعاون مع كوكب الشرق لأداء تلك الأغنية، فما كان من السنباطي أن يرفض مطلقًا.

4- اعتراض أم كلثوم على أغنية يا طول عذابي

خلاف آخر بين رياض السنباطي وأم كلثوم استمر لثلاثة سنوات تقريبًا، حيث اعترضت أم كلثوم على فقرة غنائية في أغنية “يا طول عذابي” حيث طالبت تعديلها لأنها تعتبر تكرار للحن القصبجي الذي قام بتقديمه لها مسبقًا، الأمر الذي أثار حفيظة السنباطي واستاء بشدة.

حيث رفض تمامًا أن يغير المقطع، على اعتبار أنه ملحن موهوب متفرد في لحنه لا يُحاكي أحد، وهي بدورها لم تكن قادرة على القطيعة مع السنباطي، فكيف لها أن تستغنى عن موهبة متميزة مثله، الأمر الذي تجلى في محاولاتها لإنهاء الخلاف قدر المستطاع، فوسطت بينهما أحمد رامي.

بعد معرفة رامي بتفاصيل خلاف رياض السنباطي وأم كلثوم عمل على جس نبضه ومعرفة رغبته في التعاون مع ثومة مجددًا أم لا، ووافق السنباطي على الأمر شريطة أن تقوم أم كلثوم بالاتصال به هاتفيًا وتطلب منه استكمال عملهما، وبالفعل قامت بذلك معلنة عن رغبتها في إعادة التعاون بينهما ثانية، ليكون العمل الفني الجامع بينهما بعد ذلك الخلاف “فاكر لما كنت جنبي“.

أغاني أم كلثوم من ألحان السنباطي

على الرغم من تفاصيل خلاف رياض السنباطي وأم كلثوم إلا أن الجمهور لم ينسَ أن الثنائي قد اجتمع في عمل فني رائع كان له الأفضلية، وفيما يلي نعرض أعمال السنباطي مع كوكب الشرق:

  • ياللي كان يشجيك أنيني 1949
  • يا ليلة العيد 1939
  • يا ظالمنى 1951
  • يا طول عذابي 1940
  • هلت ليالي القمر 1942
  • هجرتك 1959
  • النوم يداعب جفون حبيبي 1937
  • من أجل عينيك 1972
  • ليلى ونهاري 1962
  • لسه فاكر 1960
  • لا يا حبيبي 1965
  • كيف مرت على هواك القلوب 1936
  • قصة الأمس 1957
  • فاكر لما كنت جنبي 1939
  • غنى الربيع 1946
  • غلبت أصالح 1946
  • عودت عيني 1958
  • على بلد المحبوب 1935
  • سهران لوحدي 1950
  • سلوا كؤوس الطلا 1938
  • رباعيات الخيام
  • ذكريات 1955
  • دليلي احتار 1958
  • حيرت قلبي معاك 1961
  • حسيبك للزمن 1962
  • الحب كده 1959
  • جددت حبك ليه 1952
  • ثورة الشك 1962
  • أقول لك إيه 1963
  • أقبل الليل 1969
  • افرح يا قلبي 1937
  • أغار من نسمة الجنوب 1954
  • الأطلال 1966
  • أروح لمين 1958
  • أراك عصي الدمع 1965
  • أذكريني 1939

عادةً ما ينجذب الجمهور إلى أسرار المشاهير لاسيما إن حدث خلافٍ ما، ولمّا كانت أم كلثوم من الشخصيات الهامة على الإطلاق.. فإن البعض يتوق إلى معرفة تفاصيل خلاف رياض السنباطي وأم كلثوم.