حادثة المصعد في كوريا الجنوبية

حادثة المصعد في كوريا الجنوبية من الحوادث المروعة في الدولة التي ظهر جانبها المظلم واضحًا أمام العيان بعد جرائم بشعة كانت مدعاة لكونها الأعلى في نسب الانتحار بين مواطنيها لاسيما من الفئات العمرية الأصغر، هذا وقد تداولت منصات التواصل الاجتماعي الكثير من تلك الفاجعات يومًا بعد يوم في كوريا الجنوبية.. ترى ما الذي حلّ بها؟ هذا ما نعنيكم بذكره من خلال الواقع العربي.

حادثة المصعد في كوريا الجنوبية

فاجعة هزت الأوساط، كانت الأكثر غرابة، ربما نجد أن حالات الانتحار في كوريا الجنوبية أغلبها إثر ظاهرة التنمر الإلكتروني التي لا تزال توابعها مجحفة لكثير من المواطنين، والتي أودت بحياة بعضهم، إثر تكهنات من الغير وإهانات لم يجدوا فيها مفرًا أو ملاذًا آمنًا في ظل غياب القانون الحامي والصارم.

من أكثر ما لقي تفاعلًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مقطع فيديو يصور حادث وقع في منطقة جيونج جي يتداول بعض اللحظات المروعة لشاب وهو يركب المصعد الكهربائي، فقد اختل توازنه بين جدران الأسانسير وكان أن يُسحق إلا أنه نجا بحياته قبل أن يتعثر ويقع خارج المصعد.. لكن الغريب في الأمر لم كانت أبواب المصعد مفتوحة وهو يصعد؟

اقرأ أيضًا: حادثة التنمر في كوريا الجنوبية

حادث مؤسف لامرأة كورية في المصعد

لم يكن حادثًا واحدًا أو اثنين كان محله المصعد في كوريا الجنوبية، فقد سجلت كاميرات المراقبة حادث من نوع آخر، يصور اللحظات الأخيرة لامرأة كورية تبلغ من العمر 24 عام، كانت لحظات الاعتداء عليها بعنف إلى الحد الذي أفقدها وعيها إلى أن جرّ جسدها وهي لا واعية إلى المصعد.. والفاعل حبيبها.

الأمر الذي أثار الرأي العام ووسائل الإعلام بمجرد رؤية ذلك المشهد المروع.. ضجة كبيرة على الإنترنت جعلت هذا الحادث يُنعت بـ “حادثة المصعد في كوريا الجنوبية”، وكان ذلك في عام 2021 في يوم 25 يوليو، حيث اعتدى على “هوانغ يي جين” حبيبها جسديًا ولم تستعد المرأة وعيها بعد الحادث، وما كان لها إلا أن تفارق الحياة بعد شهر من الحادث إثر جراحها الأليمة التي لم يتمكن الأطباء من مداواتها.

بعد وفاتها بشهرين، كانت قنوات الأخبار الكورية حريصة على ذكر تفاصيل الحادث بعد تفنيد وبحث، فقد وجدوا أن المرأة وحبيبها كانا يتشاجران بشدة في إحدى المرات السابقة، والذي أمسك برأسها وضرب به عرض الحائط، لا لمرة واحدة.. إنما عن تعمد إفقادها الوعي، فقد ضربها تباعًا.

أما عن يوم الحادث فكان المرة الثانية التي تُسجل فيها كاميرات المراقبة لقطات بينهما، حيث كان يجر جسدها اللاواعي خارج المصعد بعد ضربه إياها بعنف.. والأمر الذي استدل عنه من خلال رؤية بقع الدماء مكان مكوثها في المصعد، علاوةً على رقبتها المتدلية.

فكان سبب وفاتها بعد الحادث بشهرين، أن الإصابات التي تعرضت لها وصلت إلى الجمجمة والعنق، فكانت بالغة.. وعلى الرغم من أنها كانت لا تزال تلفظ أنفاسها أثناء فقدانها الوعي، إلا أن الجاني لم يتصل بالطوارئ لإنقاذها، بل تركها كذلك إلى أن فات الأوان لإنقاذها، وحينما تم استدعاؤه أنكر أنه أفحمها ضربًا، وذكر أنها فقدت وعيها من ضربة بسيطة وجهها لها إثر شربها الكثير من الكحول.

اقرأ أيضًا: قتلة متسلسلين لم يتم الإمساك بهم

مصرع 3 أشخاص في كوريا إثر سقوط مصعد

حادثة أخرى في موقع بناء سكني بمدينة سوكشو القابعة في إقليم جانجوون، حيث كان هناك 6 أشخاص داخل المصعد وقد سقط بهم إلى الطابق 15 تحت الأرض، ونتيجة الحادث توفي 3 منهم، ونقل آخر إلى المستشفى لإصابات بالغة، واثنين آخرين كانا عاملان من أوزبكستان قد أصيبا بالحطام ونقلا إلى المستشفى أيضًا.. أما عن سبب سقوط المصعد بذلك النحو فما كان إلا أن تركيبه به خلل ما في المبنى المؤلف من 30 طابق.

اقرأ أيضًا: قصة زودياك السفاح الحقيقية

لماذا يكره الكوريون رقم 4؟

ربما من ذكر لنا أسبابًا لتلك الظاهرة غير المفهومة على الإطلاق وهي (كره مواطني كوريا الجنوبية لرقم 4) هو “هونج جين ووك” سفير كوريا الجنوبية في مصر، وحينما استضافته الإعلامية “منى الشاذلي” في برنامجها المعروض على قناة سي بي سي الفضائية، ذكر أنهم في كوريا اعتادوا على الظواهر التشاؤمية، أما عن رقم 4 فهو مؤسف جدًا للكوريين، ويعني في مخيلاتهم شيئًا سيئًا، وهذا لا يتفردون به، بل هو معروف عند اليابان والصين كذلك.

ربما هذا ما يُفسر عدم وجود رقم 4 في المصعد الكهربائي في كوريا والذي تم ملاحظته لعدم وجود الطابق الرابع من الأساس، نظرًا لتشاؤمهم الشديد منه، وأنه يرتبط في مخيلاتهم بالموت، ويتفادون التعامل معه في كثير من الأمور، وهذا ما عنينا بذكره إبّان حديثنا عن حادثة المصعد في كوريا الجنوبية.. وربما تشاؤمهم هذا يعزو إلى رهابهم من تكرار الحوادث المفجعة المرتبطة بهذا الرقم.

لم تكن حادثة المصعد في كوريا الجنوبية الأولى من نوعها، فقد شهد الكوريون الكثير من الحوادث المروعة، التي تعزو إلى أسباب غامضة تارة أو أسباب غاية في الوحشية تارة أخرى.