الواقع العربى

قُتل مواطنان صربيان كانا مخطوفَين في ليبيا في الضربة الجوية الأميركية التي استهدفت أول من أمس، مقراً لتنظيم «داعش» في صبراتة قرب العاصمة طرابلس، وفق ما أعلن وزير الخارجية الصربي ايفيتسا داسيتش ومصادر ليبية أمس.

وخُطف الموظفان في السفارة الصربية، سلاديانا ستانكوفيتش المكلفة الاتصالات وسائقها يوفيتسا ستيبيتش في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) في صبراتة (70 كيلومتراً غرب طرابلس)، أثناء تواجدهما ضمن موكب تابع للبعثة الديبلوماسية الصربية يضم السفير، كان متجهاً إلى تونس عندما تعرض لإطلاق نار.

ودانت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً التي يرأسها عبدالله الثني أمس، الغارة الأميركية ضد عناصر «داعش» التي كانت متحصنة في مبنى من طابقين شرق صبراتة، معتبرةً أن هذه الغارة، التي قالت إنها لم تتم بالتنسيق معها، تشكل «انتهاكاً صارخاً» لسيادة ليبيا.

وأوردت الحكومة في بيان أنها «تدين وتستنكر الغارات التي شنها سلاح الجو التابع للولايات المتحدة على مواقع محددة» في صبراتة، معتبرةً أن ضربات مماثلة من دون تنسيق معها تمثل انتهاكاً صريحاً وصارخاً لسيادة الدولة الليبية».

من جهة أخرى، أبلغت مصادر في المجلس المحلي للمدينة الساحلية «الحياة» بأن «السلطات التونسية تسلمت (السبت) جثامين 30 من رعاياها، من أصل 42 شخصاً كانوا متواجدين في المبنى الذي قصفته طائرات أميركية انطلقت من إحدى القواعد البريطانية في جزيرة قبرص صباح الجمعة».

وتناولت بعض وسائل الإعلام وجود شخص أردني مسيحي بين قتلى الهجوم الأميركي، ليتضح في ما بعد أنه أحد الصربيَين اللذين خطفهما «داعش» قبل أسابيع في محيط صبراتة.

وأوضحت المصادر في مطار معيتيقة أن جثماني الصربيَين سيرحلان إلى بلادهما.

وذكرت السلطات التونسية من جهتها، أن عشرات من رعاياها قُتلوا في الغارة الأميركية على صبراتة الليبية من بينهم «ارهابي خطير»، فيما تمكنت وحدات مكافحة الارهاب التونسية من تفكيك «خلية إرهابية» تضم 6 عناصر بينهم امرأة، خططت لاستهداف أماكن حساسة ومنشآت أمنية وعسكرية، وتنشط في حي التضامن قرب العاصمة التونسية بالتنسيق مع عناصر إرهابية في سورية والعراق وإرسال متشددين للقتال هناك.

وقالت وزارة الداخلية التونسية إن التونسي نور الدين شوشان الذي قُتل في الغارة على صبراتة «إرهابي خطير» مطلوب لديها، مؤكدةً تورطه في الهجوم الذي استهدف متحف باردو في العاصمة التونسية في 18 آذار (مارس) 2015 وأسفر عن مقتل 21 سائحاً أجنبياً.

وذكرت مصادر تونسية مأذونة لـ «الحياة» أن غالبية قتلى الغارة الأميركية تونسيون، وأن 6 جرحى من مواطنيها نُقلوا إلى مستشفى طرابلس للعلاج قبل التحقيق معهم.

ونفى الناطق باسم الداخلية التونسية ياسر مصباح تسلم جثث قتلى أو جرحى الغارة، مشيراً إلى رفع حال التأهب الأمني على الحدود مع ليبيا (جنوب) الى أعلى مستوياتها.

على صعيد آخر، وصل رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المكلَّف فايز السراج وعدد من أعضاء المجلس الرئاسي إلى طبرق، حيث عرض أمس، برنامج عمل حكومته أمام مجلس النواب المعترف به دولياً، في خطوة تسبق التصويت على منح الثقة لهذه الحكومة.

وأفاد المستشار الإعلامي في ديوان رئيس برلمان طبرق فتحي المريمي «الحياة» بأن البرلمان ناقش البرنامج الذي تعتزم الحكومة تنفيذه إضافة إلى السِير الذاتية للوزراء (22 وزيراً من بينهم 5 وزراء دولة).

ولم ترشح معلومات بعد حول ما اذا كانت الحكومة ستحظى بثقة البرلمان كاملة، أم أنها ستخضع لتعديلات اثناء التصويت عليها في جلسة غد الاثنين.