• الوراثة والبيئة.. عوامل قد تكون سبب للسمنة       
  • يفضل التقليل من الأطعمة الجاهزة والمياه الغازية
  • المرأة البدينة أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل
  • شفط الدهون.. طريق سهل قد يؤدى إلى الوفاة

حوار : جميلة حسن

السمنة.. قد ينظر إليها الكثير على أنها أمر بسيط ، وقد ينظر إليها البعض على انها مجرد مظهر غير مقبول يشوه جمال أجسادنا وسرعان ما يتجه إلى أسهل الوسائل من وجهة نظره ” شفط الدهون ” ، وقد ينتبه البعض لخطورتها فيصحح خطواته وعاداته ليبتعد عن ذلك المرض الخطير الذى أصبح يهدد الكثير منا.

ما هذا المرض؟ وما أسبابه؟ وكيف نقى أنفسنا منه؟.. كلها أسئلة كثيرة تدور فى أذهاننا عن السمنة ، لتجيب عليها الأستاذة الدكتورة نفيسة حسن متولى البنا أستاذ التغذية العلاجية بجامعة حلوان والحاصلة على الدكتوراه من جامعة إلينوى بأمريكا .

– فى البداية نود أن نعرف.. ما هى السمنة (البدانة)؟

البدانة هى تراكم الدهون فى جسم الإنسان بحيث يزيد وزن الجسم بمقدار من 10 : 20% من وزنه الطبيعى ، وإذا زاد وزن الجسم عن 50% من وزنه الطبيعى يعتبر بدانة مرضية يجب علاجها ، وهذه البدانة تكون ناتجة عن تناول كمية من الطاقة أى (الأطعمة الغنية بالطاقة ) تزيد عن الإحتياجات اللازمة لقيام الجسم بوظائفه الحيوية بالإضافة إلى المجهود أو النشاط الجسمانى الذى يقوم به الفرد ، فأى زيادة فى الطاقة سواء فى الكربوهيدرات أوالدهون أو البروتين تتحول فى جسم الإنسان إلى دهون تخزن فى الجسم بكميات لا حد لها .

وأكثر أماكن الجسم التى تترسب الدهون فيها هى منطقة البطن والأرداف ، وبناء على ذلك فإن محيط الوزن مقسوما على محيط أكبر حجم يجب ألا يزيد فى الرجال عن الواحد الصحيح وفى النساء عن 0,8 ، وتعتبر بدانة البطن هى أخطر أنواع البدانة والتى من مخاطرها الإصابة بإرتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض القلب التاجية وتصلب الشرايين وما يتبعها من أضرار.

– ما أسباب السمنة؟

تناول كميات من العناصر الغذائية الغنية بالطاقة أكثر من احتياجات الجسم ، فكمية الطاقة المتناولة يجب أن تكون متوازنة مع كمية الطاقة التى يستهلكها الجسم ،فقيام الإنسان بنشاط جسمانى يحتاج إلى طعام ولكن إن تناول كمية تزيد عن الاحتياجات ستتحول إلى دهون .

كما أن الوراثة قد تكون إحدى العوامل المسببة للسمنة وهذا ما أكدته بعض الدراسات التى أجريت فى هولندا على عدد كبير من أطفال التبنى وتبين أن سبب البدانة فى معظمهم يرجع إلى الآباء الأصليين حتى وإن تربوا فى بيت خالٍ من البدناء .

كما أن البيئة تؤثر أيضا على وزن الإنسان ، فمثلا يمكن ان يكون الانسان يعيش فى بيئة تتناول دائما السكريات والأطعمة الدسمة والتى تحتوى على نسبة عالية من الدهون  .

وأحياناً تكون السمنة نتيجة لخلل ما فى الهرمونات ، أو بسبب اتباع نظام غذائى غير صحى وعدم بذل أى مجهود جسمانى.

– ما الخطوات التى يتبعها الطبيب لعلاج مريض السمنة؟

فى البداية يقوم الطبيب المختص بوزن المريض وقياس طوله أى معرفة مقاييس جسمه ، ويقوم بحساب ما يسمى مؤشر كتلة الجسم أى ( وزنه بالكيلو جرام / طوله بالمتر المربع ) ، وإذا كان الرقم الناتج من 25 : 30 يكون زيادة فى الوزن ، أما إذا كان الرقم الناتج من 30: 35 تُسمى بدرجة أولى بدانة ،  ومن 35: 40 درجة ثانية بدانة ، أما إذا كان الرقم الناتج أكثر من 40 تكون البدانة مرضية ، بالإضافة إلى إجراء بعض التحاليل للمريض مثل تحاليل الغدة الدرقية وإجراء صورة دم كاملة لمعرفة حالته الصحية ، ثم التعرف على النظام الغذائى الذى يتبعه المريض لحساب كمية السعرات الحرارية التى يتناولها المريض خلال اليوم حتى نقلل من كمية السعرات الحرارية التى يتناولها ، ومعرفة عاداته الغذائية وأنواع الأطعمة التى يفضلها والأطعمة التى لا يتناولها ،مع مراعاة معرفة حالته المرضية وتاريخ اسرته المرضى وهل هناك احد بدين من افراد اسرته ، لأن ذلك يساعد فى معرفة أسباب السمنة .

– إذا كان النظام الغذائى الذى يتبعه المريض هو المسبب الرئيسى للسمنة.. فما الخطوات المتبعة للعلاج؟

بعد معرفة النظام الغذائى الذى يتبعه المريض نقوم بحساب كمية السعرات الحرارية التى يتناولها المريض خلال اليوم تقريبا حتى نستطيع تخطيط وجبة تقلل من كمية السعرات الحرارية ، فمثلاً إذا كان المريض يتناول ما يعادل 2000 سعر يومياً نخطط له وجبة غذائية سليمة تقلل ما يعادل 500 سُعر وتلك الكمية تعادل 1/2 كيلو أسبوعياً اى 2 كيلو فى الشهر ، مع مراعاة أن تكون الوجبة مقنعة ومرضية للمريض ومن الأطعمة التى يفضل تناولها أى جزء من النظام الغذائى الذى كان يتبعه، مع مراعاة تقليل السكريات والابتعاد عن المياه الغذائية وإزالة الدهون الظاهرة من اللحوم والدواجن  أى تناول اللحوم الحمراء وانصحه بتناول السمك مرة اسبوعيا لأنه يحتوى على نسبة عالية من البروتينات والاميجا 3كما أن سعراته الحرارية قليلة ، ويفضل الابتعاد عن تحمير الطعام والاتجاه إلى الطهى بالفرن وعدم اضافة الدهون على الطعام ، والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة لأنها كثيرة الدهون ، مع مراعاة ان يكون اللبن منزوع الدسم أو قليل الدسم والجبن قليل الدسم ، فمثلاً يمكنه ان يبدأ بطبق السلطة واللحوم ثم يتناول قليل من الأرز أو المكرونة والخبز بقدر الإمكان أى تناول وجبة غذائية صحية متكاملة مع تقليل الدهون والكربوهيدرات والإكثار من السلطات والفواكه مثل البرتقال واليوسفى ويُنصح بموزة واحدة فقط لأن 1 جرام من الموز بعد تقشيره يعادل 1 سعر حرارى ، والوجبة التى يخطط لها الطبيب تختلف من شخص لآخر .

– هل يمكن أن يؤثر الريجيم على القلب؟  

الريجيم لا يؤثر على القلب مادام المريض يتبع الريجيم السليم بتقليل كمية السعرات الحرارية ، فالوجبة الغذائية يجب ان تحتوى على جميع العناصر التى يحتاجها الجسم مع التقليل من السعرات الحرارية التى تدخل الجسم أى يجب ان تكون الوجبة متوازنة .

– فى رأيِك.. أيهما أفضل فى علاج السمنة:

تناول كمية محدودة من كل أنواع الطعام أم الحرمان من الأنواع المسببة لزيادة الوزن؟

أنا أؤيد المدرسة الأمريكية حيث لا يُحرم المريض من الطعام ولكن يتبع نظام غذائى سليم يقلل من السعرات الحرارية التى تدخل الجسم ويجعلها متوازنة مع كمية الطاقة والنشاط الجسمانى المبذول ، فالمريض يمكنه أن يتذوق ما يريده من الطعام مع مراعاة عدم الإكثار من الأطعمة التى تسبب زيادة فى الوزن ، فالريجيم فى الأساس هو قوة إرادة .

– هل جسم المرأة يميل إلى البدانة بعد الزواج؟

الزواج لا يزيد وزن الجسم ، وإنما ما يجعل الجسم يزداد وزنه هو ان بعض النساء يهملن اتباع نظام غذائى سليم بعد الزواج ، ومع كثرة الوسائل الحديثة المستخدمة فى الأعمال المنزلية تصبح كمية الطاقة المبذولة أقل من الطاقة المختزنة بالجسم ، لذا انصح بإتباع نظام غذائى سليم وممارسة الرياضة والحرص على المشى يومياً أو الاشتراك فى الأندية لأن ذلك يساعد على تقوية عضلة القلب وتنشيط الاوعية الدموية ويحافظ على وزن الجسم .

– يزداد وزن المرأة اثناء الحمل.. متى تتحول تلك الزيادة إلى سمنة؟

يزيد وزن المرأة أثناء الحمل من 6: 12 كيلو جرام وقد تكون الزيادة كبيرة تصل إلى 18 كيلو جرام ، أى يزيد وزن الحامل 12 كيلو فى المتوسط تقريبا ، والطبيب هو من يميز الزيادة فى وزن الام أو الجنين وهل تحتاج إلى انقاص فى الوزن أم لا .

– هل للسمنة مخاطر على المرأة الحامل؟

نعم ، فالسمنة تؤثر تأثير مباشر على نمو وتطور الجنين ، فإذا كانت الحامل تتناول كميات كبيرة من الطعام أكثر من احتياجاتها ، سينعكس ذلك على نمو الجنين وربما يولد الجنين بدين بحيث يزيد وزنه فى الداخل بحجم اكبر من حجمه الطبيعى ، بالإضافة إلى أن المرأة فى هذه الحالة تكون عُرضة للإصابة بسكر الحمل أكثر من غيرها ، كما ان سكر الحمل يؤدى إلى زيادة وزن الجنين ، بالإضافة إلى أن الأم البدينة قد تضطر للولادة قبل موعدها .

– كيف يمكن للحامل إنقاص وزنها أثناء فترة الحمل؟

لابد أن تنظم تغذيتها أثناء الحمل وتعمل على تناول الغذاء المتوازن قليل السعرات خاصة أن المرأة فى الثلاث أشهر الأولى من الحمل لا تحتاج إلى زيادة كبيرة من الطعام ، مع مراعاة إتباع ارشادات الطبيب المعالج ومتابعته بإستمرار.

– فى رأيك.. متى يلجأ المريض إلى شفط الدهون؟

لا انصح اطلاقا بشفط الدهون ولا يجب ان نستسهل ونقوم بشفط الدهون ،فاللأسف الكثير من النساء يلجئن إلى مراكز شفط الدهون التى انتشرت اعلاناتها كثيرا فى الفترة الاخيرة دون الحاجة إلى ذلك ودون استشارة اخصائى تغذية معتمد ، مما قد يعرض حياتهن للخطر وأحياناً يؤدى إلى الوفاة ، فشفط الدهون يكون فى حالة البدانة المرضية بشرط أن يكون ذلك بموافقة الطبيب المعالج .

– كيف نقى أنفسنا من السمنة؟

نحرص على اتباع نظام غذائى سليم تتوازن فيه كمية السعرات الحرارية الداخلة للجسم مع كمية الطاقة المبذولة ، بحيث نقلل من الأطعمة الدسمة و نقلل كمية الدهون بالطعام والحد من تناول الأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازية مع مراعاة تناول وجبة غذائية تحتوى على كافة العناصر التى يحتاجها الجسم ، كما يجب ممارسة الرياضة خاصة المشى لأن ذلك يساعد فى الحفاظ على وزن الجسم صحى ورشيق ، وكما قال الحديث الشريف “ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم اكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه”.