كتابة/سيفيين لطفى

وكأن حياة الإنسان لا قيمة لها أمام الثراء الفاحش وكأن أرواح الأطفال الأبرياء لا قيمة لها أمام جمع الأموال الطائلة خداع المستهلك أصبح أمرًا يسيرًا بفضل ماكينة صغيرة تعيد كتابة تاريخ الصلاحية على المنتجات المنتهية صلاحيتها والفاسدة وإعادة طرحها فى الأسواق، ويشتريها المستهلك وهو مطمئنا لها دون أن يدرى أنها ربما تحمل بداخلها الموت له ولأطفاله الصغار.

 

هم أكثر خطرا على المجتمع من المتاجرين بلحوم البشر” لا يهمهم سوى جمع الأموال، مستغلين حاجة الناس إلى المواد الغذائية وكثرة الإقبال عليها فى مدن الصعيد، وظفوا التكنولوجيا والتطور فى الضرر من خلال تغير تاريخ الصلاحية على آلاف الأطنان من السلع “ما بين سلع عصائر واللبان، وحلويات، ومياه غازية، ومياه معدنية، وبسكويت، وحفاضات” وترويجها وهى منتهية الصلاحية.

 

ترجع الواقعة عقب ورود معلومات أكدت صحتها التحريات إلى رجال مباحث التموين برئاسة العميد محمد نصحى مدير إدارة مباحث التموين بقيام أحد الأشخاص بتجميع كميات كبيرة من المواد الغذائية والسلع من الأسواق وخاصة السلع منتهية الصلاحية دون معرفة السبب الحقيقى الذى أجبره على ذلك.

 

وعلى الفور تم عرض المعلومات والتحريات على اللواء عمر عبدالعال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، والذى أمر بسرعة تشكيل فريق بحث بين رجال مباحث التموين وإدارة المباحث الجنائية للتوصل إلى حقيقة المعلومات الواردة والتأكد من صحتها، بالإضافة إلى ضرورة التوصل إلى مكان تجميع تلك السلع ومعرفة الغرض من عملية التجميع.

 

وتم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء خالد الشاذلى مدير إدارة المباحث الجنائية بالاشتراك مع العميد منتصر عبدالنعيم رئيس فرع الأمن العام والعميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية، وتم إسناد عملية البحث والتتبع للعميد محمد نصحى مدير إدارة مباحث التموين والرائد محمد اللبيشى ضابط مباحث التموين بسوهاج بالاشتراك مع النقيب محمد عبدالبديع معاون مباحث أخميم، وتم جمع المعلومات والتوصل لمكان المخزن وتم الدفع بمجموعات قتالية وتم استهداف المخزن وتبين أنه ملك “م ح ع”، 42 سنة، ويقيم دائرة قسم ثان سوهاج لإدارته مخزن مواد غذائية بدون ترخيص بمركز أخميم.

 

حيث تبين أن المخزن به كميات كبيرة من السلع الغذائية والمنظفات منتهية الصلاحية بعضها يرجع إلى عام 2012، بالإضافة إلى سنوات أخرى لاحقة وعثر بداخل المخزن على ماكينة حديثة تعمل بالليزر تستطيع إزالة الحبر الخاص بتاريخ الإنتاج والصلاحية وتدوين بدلا من تواريخ جديدة، توضح أن تلك السلع صالحة للاستهلاك الآدمى على غير الحقيقة وأن عملية تبديل تاريخ الإنتاج والصلاحية يتم طريق ماكينات وأجهزة كمبيوتر بالإضافة وعدم تخزين السلع الغذائية بطريقة صحيحة.

 

وتمكنت القوات من ضبط”1563” عبوة صلصة وضبط “9660” عبوة عصير وضبط “14400” قطعة كيك وضبط “4500” علبة تمييز وضبط “2920” زجاجة مياه وضبط “4560” زجاجة خل، وضبط “4080” علبة جلى وضبط “1320” علبة جبنه وضبط “1920” حلو الشام وضبط “840” علبة كاتشب وضبط “480” علبة حليب وضبط “100” علبة بقسماط بإجمالى مضبوطات “46343” عبوة.

 

وتم التحفظ على باقى المخزن بكافة محتوياته لعدم قدرة الحملة على نقل وجرد باقى السلع وذلك تحت تحفظ النيابة العامة وتم تشميع المخزن ووضعه تحت الحراسة المشددة لحين صدور قرار من النيابة العامة فى هذا الشأن؛ وتحرر عن ذلك المحضر رقم 17521 جنح مركز أخميم لسنة 2017