57fcb245c4618825038b4617

طوال 70 عاما، اعتقد المؤرخون أن كتاب “كفاحي” كان المحاولة الوحيدة من أدولف هتلر لكتابة سيرته الذاتية، لكن مؤرخا اسكتلنديا كشف أمرا مخالفا لذلك.

فقد توصّل المؤرخ توماس فيبر من جامعة أبردين إلى أن الكتاب الذي يحمل عنوان “Adolf Hitler: His Life and his Speeches” (أدولف هتلر: حياته وخطاباته)، الذي كتب في عام 1923، والذي قدم فيه هتلر على أنه “المنقذ” و”المسيح المخلّص” مقارَناً بالمسيح، ليس في الحقيقة من تأليف فيكتور فون كيربر، وإنما هو منجز بشكل “شبه مؤكد” من قبل هتلر نفسه كـ”ترويج لشخصه”.

ويشير المؤرخ الاسكتلندي إلى أنه عثر على أدلة جديدة تثبت صحة ادعاءاته وهي عبارة عن مجموعة وثائق محفوظة في أرشيف بجنوب أفريقيا، قائلا إن الكتاب الذي يضم سلسلة خطابات لهتلر، “يحوي ادعاءات غريبة بأن هذا الكتاب سيصبح مثابة “الانجيل الجديد” لتلك الفترة”، واستخدم مصطلحات من قبيل “قديس” و”خلاص” في الكتاب الذي يقارن بين دخول هتلر المعترك السياسي وقيامة المسيح من الموت وفق الايمان المسيحي.

وكشف الأستاذ فيبر النقاب عن دليل وجده بين أوراق فون كوربير في جوهانسبرغ، وهو أن الأخير انشق في وقت لاحق عن النازيين وكان “مجرد واجهة تخفى خلفها هتلر وحاول من خلالها أن يشبه نفسه بالمسيح”.

ومن بين تلك الوثائق التي عُثر عليها، شهادة موقعة من قبل زوجة فون كوربير، جاء فيها انه ليس هو من ألف الكتاب، بل إن هتلر بحث عن شخص محافظ وكتوم ولا صلة له بالنازية، ليضع اسمه كمؤلف لهذا الكتاب.

كما وجد المؤرخ رسالة كتبها فون كوربير تقدّم تفاصيل عن تأليف هتلر لسيرته الذاتية. وقال البروفيسور فيبر إن هذه الوثائق المكتشفة تثبت أن هتلر هو من كتب هذه السيرة الذاتية.

وأضاف فيبر إن “صورة هتلر التي تم تمريرها في السنوات الأخيرة هي أنه قد يكون مثابة المنقذ أو المخلّص لألمانيا”، ولكن “في الحقيقة، كتب هتلر نفسه السيرة الذاتية ورتب الخطب بنفسه ثم وضعها تحت اسم شخص آخر، لأنه كان يرى نفسه في دور “المنقذ” واتخذ طريق التلاعب للوصول إلى القمة”.