13435975_1211002012284153_1501176270_n

عزيزى المخلص \ …

ربما علينا أن نمضى سعيدين بإنتصارنا على جيوش الرهبة ،، نحن لسنا ملائكة وأنا أعلم ذلك ، مذ أن عرفتك وفهمت أشياء كثيرة .. كان ينبغى على أن أفهمها .. أننا لم نكن شياطين فاجرة ، وأيضا لم نكن ملائكة رائعة .. وأدركت أننى لست مكتملة كما يرانى الجميع مثاليه .

وأدركت أن الحب الضائع أغنى بكثير من الحب الذى نقوله للجميع ويتعارفون عليه ويحسدونه جهرا وسرا ، ربما أصبح غريبا علينا أن تتجافى قلوبنا عن الحديث .. وتشير عيوننا إلى البقاء مدة أطول ،، لكنها لا تبقى .. تستدير غالبا وترحل الرحيل نفسه ،،

 كنت كلما فتحت هاتفى .. رأيت العالم يتباهون بصنيعهم ،، كعكة بالشيكولاتة او طلاء أظافر رائع .. أو قصيدة عالقة لم تنتهى بعد ،، وحاولت ان أرى فى تلك الحياة ،، حياتى .. لكننى لم أجدها ،،

رأيتك أنت الآخر تبتعد شيئا فشيئا عن عالمهم المخيف .. او السخيف أيا كان .. لكننى فى كل صباح لازلت أتذكر تلك الأشياء البسيطة التى كنا نفعلها سويا ،، كنت أحاول السير .. وأنت تمسك لى العصا أتوكأ عليها .. كنت أشرب فنجان قهوة من إعدادك ونسمع فيروز معا ..

لم نكن مخنوقين بماض مزعج ، ولا منتظرين شىء .. كنا نضحك بدون سبب ، ولعلنا بقينا هكذا ..

 ثمة أشياء تنتهى عزيزى وأنا خائفة .. ينتهى شغفنا .. وتنتهى الحياة عند كعكة بالشيكولاتة وطلاء الأظافر .. والقصيدة العالقة ، تنتهى أننا لم نبقى مدة أطول فى رحاب المخلصين الزاهدين ،، وتنتهى نهاية بعيدة جدا عن مرمى بصرنا .. نفتح هواتفنا ،،

 نلقى نظرة على السخف .. وننام .. متى ستعود تلك الضحكات المجنونة التى كنت أعتبرها الحياة .. متى ستكتب لى وسأكتب لك ،، ومتى سنكتب عن الحرية معا ..

ومتى سنواجه الأشياء السخيفة كلها ونبتسم .. متى سننخرط فى البكاء .. على مشهد درامى .. ومتى سنستمع إلى نفس الموسيقى .. ونصدر نفس الضحكات .. المشاعر ذاتها ..

إننى بحاجة إليك أكثر من أى وقت مضى ، بحاجة إلى عناق روحك المستمر لروحى العالقة_ كالقصيدة التى لم تكتمل _ فى الفضاء .. إننا أرواح واحدة ، أنا وأنت خلقنا من الحرية .. فدعنا من هذا العالم السخيف ، وأحضر لى فنجانا إضافيا من القهوة فى ليلتى الكئيبة .. كى أكمل السير بنكهتك ..