كامل محمود

لا أحد يمتلك الحق في انتزاع حياة شخص آخر، ولا حتى الحكومات.

في كل يوم يُقتل أناس على أيدي الدولة عقابا لهم على طائفة واسعة من “الجرائم”. وأحياناً بسبب أعمال لا ينبغي أن تكون مُجرَمة. ففي بعض البلدان، يمكن أن يكون بسبب الشخص الذي تنام معه، والأعمال الإرهابية والقتل عمد في بلدان أخرى.
وتقوم بعض البلدان بإعدام أشخاص دون 18 عاماً من العمر وقت ارتكاب الجرائم، وبلدان أخرى تستخدم عقوبة الإعدام ضد أشخاص يعانون من مشاكل إعاقة صحية. وغالباً ما يتم سجن الأشخاص لسنوات “انتظاراً لتنفيذ حكم الإعدام” قبل إعدامهم، وهم لا يعرفون متى سيأتي هذا الوقت، أو أنهم سوف يرون عائلاتهم للمرة الأخيرة في حياتهم.
وعقوبة الإعدام عقوبة قاسية ولاإنسانية ومهينة ولا ينبغي تطبيقها أبدا في أي مكان وبصرف النظر عن الأسباب أو طبيعة الجريمة أو براءة الشخص من عدمها أو أسلوب الإعدام المتبع.
إن الأمر الأساسي في حقوق الإنسان هو كونها ثابتة وغير قابلة للانتقاص – أي أنها ملك لكل شخص بالتساوي وبغض النظر عن وضعه أو عرقه أو دينه أو أصله. ولا يجوز تجريد أحد منها بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبها الشخص. فحقوق الإنسان تنطبق على أسوأنا مثلما تنطبق على أفضلنا. ولهذا هي موجودة لحمايتنا جميعاً؛ إنها تنقذنا من أنفسنا.
عقوبة الاعدام هى اعتداء سافر على الحق فى الحياة الذى هو اهم حق من حقوق الانسان
الإعدام هو العقوبة القصوى التي لا يمكن التراجع عنها عقب تنفيذها: إذ لا يمكن أبدا استبعاد احتمال إعدام شخص بريء. ومنذ العام 1976 على سبيل المثال، ثبتت بما لا يدع مجالا للشك براءة 143 نزيلا تحت طائلة الإعدام في الولايات المتحدة وتم العفو عنهم، ولكن بالنسبة للبعض منهم جاء العفو متأخرا عقب تنفيذ الأحكام بهم.
وخلافاً لعقوبة الحبس، فإن عقوبة الإعدام تنطوي على مخاطر الوقوع في أخطاء قضائية لا يمكن تصحيحها. وستظل هناك مخاطر دائمة من احتمال إعدام بعض السجناء الأبرياء. وفي هذه الحالة، فإن عقوبة الإعدام لن تردعهم عن تكرار جريمة لم يرتكبوها أصلاً.
عادة ما يشير المدافعون عن عقوبة الاعدام التي تطبق عقوبة الإعدام إلى أن عقوبة الإعدام هي إحدى وسائل ردع الأشخاص عن ارتكاب الجرائم. ولكن ما انفك هذا الزعم يفقد مصداقيته يوما بعد يوم، ولا تتوفر أدلة أن العقوبة أثبتت نجاحتها في خفض معدلات الجريمة مقارنة بالعقوبات القاسية الأخرى .
لقد كانت عقوبة الإعدام، ومازالت، تُستخدم كأداة للقمع السياسي وكوسيلة لإسكات المعارضين السياسيين مرة وإلى الأبد، أو للقضاء على الأشخاص “مثيري المشاكل” من السياسيين. وفي معظم هذه الحالات يُحكم على الضحايا بالإعدام إثر محاكمات جائرة.
إن طبيعة عقوبة الإعدام كعقوبة لا رجعة عنها هي التي تُغري باستخدامها كأداة قمع. فقد أُعدم آلاف الأشخاص في ظل حكومة ما، واعتُبروا ضحايا أبرياء بعد أن وصلت حكومة جديدة إلى سدة الحكم. وطالما ظلت عقوبة الإعدام مقبولة كشكل مشروع من أشكال العقاب، فإن احتمال إساءة استخدامها سياسياً سيظل قائماً؛ وإن إلغاء العقوبة وحده هو الذي يحول دون إساءة استخدامها سياسياً إلى الأبد.
ولا يمكن انكار ان الدول التى لازالت تستخدم عقوبة الاعدام هى الدول الاكثر عنفا و هى فى الاغلب الاكثر معاناة من الاضطرابات النفسية