(١)

الذي واعَدَ أباه أن يُهذِّب نبتةَ

الظلِّ

يُمَهِّد الطريقَ للمُهرةِ الأليفةِ

يقيم الجدارَ المُنقضَّ..

خَرَجَ مُغَاضِبًا ولم يُعَقِّب

عاد لا يذكُرُه شيءٌ،

مِقعدُهُ في المقهى

حذاؤه الرياضيُّ في مدخل البيتِ

النوارسُ على رصيف البحرِ

فمن يغفر له تَهَدُّم الظلِّ

جموحَ المهرةِ

وعلى وجهِه أختامُ اليودِ والخريفِ

(٢)

واعدها أن يُقاسِمها الحصادَ

مساحيقَ الوطنِ

حباتِ الكستناءِ

حين رجع،

لم يجد غيرَ لافتةٍ

تقولُ: مغلقٌ للصلاةِ.

صورتُها مائلةٌ على الجدارِ

فتاتُ خبزٍ

مِشبك شعرها الصَدِئ

ورقةٌ عليها هامشُ قصيدةٍ

الذي رجع ببضاعة مزجاة..

أين له أن يكونَ؟

وعلى وجهِهِ آثار الأقدامِ

والسياط

(٣)

غادَر من مهبطِ طائرةٍ

لمدنٍ تسَّاقط من سمائها القباب

ونساءٍ عيونُها كالمدى

عادَ متسللًا في الأنفاقِ

لا يعرفُه أحد

(٤)
من السفر عاد صاحبي الجميل
عاد حزينًا مرغمًا
والقلبُ لا يحتمل موتًا آخرَ
يسألني: أين تأخذني؟
للبحر يا صديقي، لا شيء غيره
يمسحُ وجوهَ العالقين..
الخاسرين..
العائدين وكأن شيئًا لم يكن.