كلما هبتْ ..
ريحُ الشتاءِ على راكوتيس
تفتحُ بابَ السدرةِ
لعرباتٍ تجُرُها الخيولُ
محملةً ..
بأنقاضِ البيوتِ و المصانعِ و أجسادِ البشرِ
تدفعني ..
باتجاهِ الباب الشرقى
عندَ مقهى سيد درويش
الذي فشل ..
في الحصول على الشهادةِ الإعدادية
اأرتد مهزوماً مقهوراً بلا بطولةٍ
إلى منازلِ السجناءِ و كبارِ السنِ
للحصولِ عليها
دونَ عناءٍ أو قراءاتٍ
سوى في التاريخِ
و جغرافيةِ تلك المدرسةُ السمراءُ
ذاتَ المناخ المتقلبَ
و التي تشبهُ خريطةٌ صماءُ
أحفظها عن ظهرِ قلبِ
كما أحفُظ شوارعَ و ساحاتُ راكوتيس
و تّلتها التي كنتُ أبيتُ فوقها
أسفل عامودٍ من الجرانيتِ
أقامَه المصريونَ القدماءَ
تخليداً لذلك الـ دقلديانوس
قبل أن يصير سفاحاً كيدِ أبى
التي ..
لطالما حاولتُ مراراً
أن أمررَ الأحلامَ
من بينِ أصابعها .. فتأبى
أحاولُ .. و تأبى
أحاولُ .. و تأبى
إلا أن تكونَ حجراً للُدبِ
تهشمُ رأسي
ليتناثر رذاذَ الأحلامِ
من وجنتي و فمي
البعضُ على وجهِ أبي .. يصفعه
و البعضُ الآخر ..
على قميصٍ كنتُ أرتديه
و بعد عدةٍ محاولاتٍ فاشلة من أمي
لمحوِ أثارَ أحلامي منه
ترميه
يلتقطُه بائعٌ متجول لإبنه
الذى ما أن ارتداهُ
صار مهندساً للـ ديكور
أما أنا ..
مازلتُ قابعاً أسفل التلةِ
مطأطأ الرأسِ أتمتمُ أشعاري
و تارًة .. حمالٌ
أقومُ بتحميلِ
عربات تجرُها الخيولُ
بأنقاضِ البيوتِ و المصانعِ و أجساِد البشرِ
و كلما هبتْ ..
ريحُ الشتاءِ على راكوتيس
تفتحُ بابَ السدرةِ و تدفعني
باتجاه باب آخر