في طريقِكِ للمقابرِ…

يُمكنُكِ أن تلوِّحي لي

يُمكنُكِ أن تُعيدي طلاءَ نافذتي بعينيكِ

ربما أدعوكِ لفنجانِ قهوةٍ بمقهى لمُطربي الأفراح الشعبية

(مزيدٌ من الموتِ والشعرِ والغناءِ الرديء)

ربما أمنحُكِ تذكرةً لزيارةِ (عمود السواري)

بعد أن أُوصِيَ (العمودَ) بحجزِ مقبرةٍ أثريَّةٍ أُخرى…

لشاعرٍ لم يكتب بعد…

كان أبي شاعرًا كلاسيكيًّا

لذلك لا نملِك نافذةً تُطلُّ على العدم!

أخبرني أن صديقَه بائعَ الأكفانِ ناقدٌ محترفٌ

“الناسُ قصائدُ… ولكُلِّ قصيدةٍ كَفَنٌ مناسب”

كان أبي كلاسيكيًّا حتى الموت

وكنتُ قصيدته التي لم يرض عنها

بعد أن حصل أبي على الكَفَنِ المُناسبِ…

ودَّعتُ صديقَهُ

وقفتُ وحيدًا بالنافذةِ…

أعدُّ جنازاتٍ لم أُصلِّ عليها

وأبكي القصائدَ التي ذهبت

إلى مثواها الأخير

– سأصيرُ حتمًا شاعرًا –

وأجمعُ الزهورَ من فوق المقابر

لأُهديَها لكِ

أبي

يخرجُ كلَّ ليلةٍ من قبره ليُدثِّرَني

يقرأ ما كتبتُ اليوم

يصفعني ويقول:

أحمق…