قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا نوع التشبيه

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا نوع التشبيه؟ وما التحليل البلاغي للقصيدة؟ حيثُ تشتمل هذه القصيدة على العديد من التشبيهات والاستعارات المكنية التي جعلتها من أفضل قصائد أحمد شوقي، وعبر الواقع العربي نتعرف على نوع التشبيه والتحليل البلاغي للقصيدة.

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا نوع التشبيه

يُعرف أحمد شوقي بأنه من أشهر شعراء جيله؛ لكونُه كان يعتمد على الأسلوب الواضح في القصائد، ومن أهم القصائد التي طرحها قصيدة قم للمعلم وفه التبجيلا؛ لأنها تحرص على بيان أهمية التعليم ودور المعلم في حياة الإنسان، وكم المجهودات التي تُبذَل من أجل إنارة العقول والتخلص من ظلمات الجهل وضيق الأفُق.

أمّا عن نوع التشبيه في قصيدة قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، فهو تشبيه ضمني؛ لأن مهنة التعليم عبارة عن رسالة سماوية والمُشبه هو المعلم والمشبه به الأنبياء.

اقرأ أيضًا: التحليل البلاغي لقصيدة قم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التبجيلا

كلمات قصيدة قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

من أجل استخراج نوع التشبيه في بيت قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، لا بد من قراءة كلمات القصيدة بتمعن للوصول إلى كافة التشبيهات والاستعارات المكنية التي تنطوي عليها القصيدة، وجعلتها مادة خام للأدب العربي:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا

كادَ المُعَلِّمُ أن يكون رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي

يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ

عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ

وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً

صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً

وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا

وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً

فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا

عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا

عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا

وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ

في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا

مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت

ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا

يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ

بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا

ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم

وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا

في عالَمٍ صَحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً

بِالفَردِ مَخزوماً بِهِ مَغلولا

صَرَعَتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت

مِن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا

سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ

شَفَتَي مُحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا

عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ

فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا

إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ

وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا

إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً

لَم يُخلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا

وَلَرُبَّما قَتَلَ الغَرامُ رِجالَها

قُتِلَ الغَرامُ كَمِ اِستَباحَ قَتيلا

أَوَكُلُّ مَن حامى عَنِ الحَقِّ اِقتَنى

عِندَ السَوادِ ضَغائِناً وَذُحولا

لَو كُنتُ أَعتَقِدُ الصَليبَ وَخَطبُهُ

لَأَقَمتُ مِن صَلبِ المَسيحِ دَليلا

أَمُعَلِّمي الوادي وَساسَةَ نَشئِهِ

وَالطابِعينَ شَبابَهُ المَأمولا

وَالحامِلينَ إِذا دُعوا لِيُعَلِّموا

عِبءَ الأَمانَةِ فادِحاً مَسؤولا

كانَت لَنا قَدَمٌ إِلَيهِ خَفيفَةٌ

وَرِمَت بِدَنلوبٍ فَكانَ الفيلا

حَتّى رَأَينا مِصرَ تَخطو إِصبَعاً

في العِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ ميلا

تِلكَ الكُفورُ وَحَشوُها أُمِّيَّةٌ

مِن عَهدِ خوفو لا تَرَ القِنديلا

تَجِدُ الَّذينَ بَنى المِسَلَّةَ جَدُّهُم

لا يُحسِنونَ لِإِبرَةٍ تَشكيلا

وَيُدَلَّلونَ إِذا أُريدَ قِيادُهُم

كَالبُهمِ تَأنَسُ إِذ تَرى التَدليلا

يَتلو الرِجالُ عَلَيهُمُ شَهَواتِهِم

فَالناجِحونَ أَلَدُّهُم تَرتيلا

الجَهلُ لا تَحيا عَلَيهِ جَماعَةٌ

كَيفَ الحَياةُ عَلى يَدَي عِزريلا

وَاللَهِ لَولا أَلسُنٌ وَقَرائِحٌ

دارَت عَلى فِطَنِ الشَبابِ شَمولا

وَتَعَهَّدَت مِن أَربَعينَ نُفوسَهُم

تَغزو القُنوطَ وَتَغرِسُ التَأميلا

عَرَفَت مَواضِعَ جَدبِهِم فَتَتابَعَت

كَالعَينِ فَيضاً وَالغَمامِ مَسيلا

تُسدي الجَميلَ إِلى البِلادِ وَتَستَحي

مِن أَن تُكافَأَ بِالثَناءِ جَميلا

ما كانَ دَنلوبٌ وَلا تَعليمُهُ

عِندَ الشَدائِدِ يُغنِيانِ فَتيلا

رَبّوا عَلى الإِنصافِ فِتيانَ الحِمى

تَجِدوهُمُ كَهفَ الحُقوقِ كُهولا

فَهوَ الَّذي يَبني الطِباعَ قَويمَةً

وَهوَ الَّذي يَبني النُفوسَ عُدولا

وَيُقيمُ مَنطِقَ كُلِّ أَعوَجِ مَنطِقٍ

وَيُريهِ رَأيًا في الأُمورِ أَصيلًا

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة البردة لكعب بن زهير

التحليل البلاغي لقصيدة قم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التبجيلا

تنطوي القصيدة على عِدة ملامح أدبية جعلتها تتربع على عرش الأدب العربي، حيث يتمثل التحليل البلاغي للقصيدة فيما يلي:

  • تحتوي القصيدة على تشبيه ضمني.
  • حرص الشاعر على استخدام الاستعارات المكنية في التشبيه، حيث شبه العلم بالبناء، وحذف المشبه له.
  • ظهر في بعض الأبيات استخدام الأسلوب المجازي.
  • استخدام الاستعارات التصريحية في غير موضعها وخاصةً في البيت الرابع من القصيدة.
  • استخدام عنصر الكناية في القصيدة، وذلك حين قال “ابن البتول” فكان يقصد بها السيد المسيح عيسى بن مريم.
  • حرص الشاعر على أن يُشبه العقل بالشيء المادي الذي يُمكن أن يتحكم به المرء من خلال الدخول والخروج.
  • كما شبه الإنسان في القصيدة بالشيء القوي القادر على الصرع.
  • الغرض من الأمر في مطلع القصيدة جاء للتخفيف من فكرة ذِكر الأفعال المُضارعة بشكل مُستمر.
  • كما يمكن أن يكون استخدم الشاعر الفعل الأمر؛ بهدف بيان مدى أهمية التعليم والعلم بالنسبة للمخاطب.

قصيدة “قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا” من القصائد المؤثرة في حياة الكثيرون؛ لأنها تساهم في تعريف الطالب بقيمة العلم والتعليم، والحرص على تربية نفوس سوية.