كيفية تعامل الزوج مع زوجته الحامل

ما هي كيفية تعامل الزوج مع زوجته الحامل؟ وبما نصح الإسلام في ذلك؟ تُعتبر فترة الحمل من أكثر فترات الزواج صعوبة، لذا يجب على الزوج أن يكون على دراية كافية بما يجب عليه فعلُه مع زوجته، سواء على الجانب الصحي، أو الجانب النفسي، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال الواقع العربي.

كيفية تعامل الزوج مع زوجته الحامل

إن فترة الحمل من أهم الفترات كونها فترة انتقالية ينتج عنها تواجد فرد جديد في العائلة، لذا يجب أن تحظى الزوجة باهتمام خاص من قِبل الزوج، للحفاظ على حالتها مستقرة، ولضمان سلامة الجنين واستمرار الحمل بأمان، فإن الحمل ليس بمسؤولية تقع على عاتق الزوجة بمفردها، ولكنها مسؤولية يتشارك فيها الزوج والزوجة.

لكي تمر هذه الفترة بسلام، يجب على الزوج تقديم بعض الأمور للزوجة كالعناية بها على أفضل وجه، ولكن بعض الأزواج لا يعرفون كيف يهتمون بزوجاتهم خلال فترة حملهم، لذا فيما يلي سنتعرف على كيفية تعامل الزوج مع زوجته الحامل:

1- التأكد من تناولها كميات وفيرة من المياه

المياه أكثر ما يُحافظ على صحة المرأة أثناء الحمل، فإن تناولها كميات كافية من الماء يمنع الجسم من الإصابة بالجفاف، ويقيها من الإصابة بأمراض المسالك البولية، والتي تضر المرأة والجنين، لذا يجب على الزوج التأكد من حصول الزوجة على الكمية الكافية من الماء، ويفضل أن تكون أكثر من 2 لتر ماء يوميًا.

2- جعلها تنام ساعات كافية

من الممكن أن تصاب المرأة بالاضطرابات والتوتر والقلق أثناء فترة حملها، وذلك بسبب التغييرات الهرمونية التي تطرأ عليها، لذا من الضروري أن تنام وقت كافي للتأكد من تخلصها من الأرق للحفاظ على صحتها، وصحة الجنين وضمان استمرار الحمل واستكماله بخير.

3- إبعاد الزوجة عن العادات السلبية

لكي يحصل الزوج على طفل كما يرغب، يجب أن يتحمل بعضًا من المسؤولية، وذلك من خلال منعه لزوجته الحامل من فعل بعض العادات السيئة مثل التدخين، أو شرب الكحوليات، أو حتى تناول المشروبات المنبهة التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين.

فإن مثل هذه العادات قد تتسبب في حدوث مضاعفات للحامل، كالإصابة بالأمراض المزمنة، أو حدوث تشوهات وعيوب خلقية للجنين، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر للإجهاض، لذا يجب على الزوج التأكد من اتباع الزوجة عادات إيجابية بعيدة عما هو مضر.

4- الخروج معها للتمشية

في فترة الحمل، يجب على الحامل ممارسة الرياضة، ولكن مع بعض التريث، فإن الرياضة البسيطة مثل المشي هي من أفضل الأمور التي تساعد على تحسين حالة الحمل، والحفاظ عليه صحي وسليم، لذا يجب على الزوج اصطحاب زوجته للتمشية، فذلك يحافظ على سلامة الجنين، ويقوي علاقة الزوج بالزوجة مما يُحسن حالة الحامل المزاجية.

5- مساعدتها في أعمال المنزل

تعتبر الأعمال المنزلية من أكثر الأمور المرهقة والشاقة على الزوجة، ويجب في طبيعة الحال مساعدة الزوج لزوجته فيها، فما بالك بالزوجة الحامل، لذا يجب على الزوج التحلي بروح التعاون، ومشاركة الزوجة في أعمال المنزل، أو القيام بأصعب الأمور التي تحتاج لمجهود بدني كبير، وترك لها الأمور البسيطة التي لا تتطلب عناء.

6- التأكد من اتباعها نظام غذائي سليم

إن الغذاء الصحي والمفيد هو العمود الفقري لفترة الحمل، وذلك لأنه يوفر للجنين العناصر الغذائية التي يحتاجها، ويساعد الحامل على تحسين حالتها الصحية وجعلها قادرة على مواجهة آلام وعناء الحمل، لذا يجب على الزوج التأكد من أن زوجته تتناول الأطعمة الغذائية والصحية التي تحتوي على ما يحتاج إليه جسمها.

على الزوج محاولة تقليله لتناول زوجته للأطعمة غير النافعة، مثل تناولها للسكريات والأملاح بشكل كبير، والأطعمة الكربوهيدراتية، لأن مثل هذه الأطعمة تزيد حجم الجنين في رحم الأم، بالإضافة إلى أنها تزيد من صعوبة الولادة.

بالإضافة إلى تأكيده عليها أن تتناول الفواكه والخضروات بكميات كافية ومناسبة، لأن مثل هذه الأطعمة تساعد على نمو الجنين بشكل سليم، كما يجب أن تتناول الحامل كميات وفيرة من البروتين والكالسيوم، مثل اللحوم ومنتجات الألبان، لتقوية عظام الجنين.

نصائح الإسلام في تعامل الزوج مع زوجته الحامل

يعتبر الإسلام هو النهج الأصح الذي يجب أن نسير عليه جميعنا، لأنه ينصح بكل ما هو سليم وصحي مجتمعيًا، لذا يجب توضيح رأي الإسلام في كيفية تعامل الزوج مع زوجته الحامل، فيما يلي أبرز ما جاء في ذلك:

1- معاملة الزوجة بالود والرحمة

في مثل هذه الفترات في حياة الزوجة، تكون في أمس الحاجة للعواطف والمشاعر، لذا يجب على الزوج أن يعاملها بالرحمة، فهي تعاني من آلام كبيرة كالولادة والحمل، بالإضافة إلى ما يتبعه من شقاء أعمال المنزل وتربية الأولاد.

قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، مما يشير ذلك إلى ضرورة احتواء الرجل لمشاعر زوجته، أو يصبر عليها ولا يعاملها بسوء.

2- الإكثار من الحديث مع الزوجة

إن مفتاح التعرف على كيفية تعامل الزوج مع زوجته الحامل الصحيحة هو الحديث الكثير مع الزوجة، ومشاركتها الأفكار المتعلقة بالمولود القادم، مثل ماذا سيكون اسمه، أو على أي نهج سنربيه، فإن مثل هذه الأمور تساعد الزوجة على الشعور بالأمان والراحة النفسية، وزوال الخوف والتفكير الزائد بآلام الحمل والولادة.

كما أن النقاش المستمر مع الزوجة الحامل ومعرفة ما يؤرقها يزيد من قوة الروابط الموجودة بين الزوج والزوجة، وذلك يساعد على زيادة وتعميق إحساس الأسرة في قلوبهم، فإنهم نواة لأسرة جديدة ستتكون، لذا يجب عليهم الحرص على بنائها بشكل سليم.

3- مراعاة المزاج المتقلب للزوجة

من المعروف عن النساء أنهم يعانون من مشكلات دومًا، مثل التقلبات المزاجية، وبالأخص عندما يواجهون تغييرات هرمونية، مثلما يحدث في فترة الدورة الشهرية، أو الحمل، لذا يجب على الزوج أن يدرك ذلك تمامًا، والتعامل مع ذلك بهوادة وتريث دون أي تذمر.

كما عليه أن يراعي شعورها بالخوف والتوتر، ومعاناتها من آلام الحمل، وخوفها الشديد على جنينها، فذلك قد يتسبب في حدوث حالة نفسية سيئة لها، قد يكون من الصعب على الزوج أن يدرك ذلك.

تعامل الزوج مع الزوجة بعد الولادة

تعتبر فترة ما بعد الولادة من أهم الفترات التي يجب أن يتواجد فيها الزوج بجوار زوجته، فإنهم أصبحوا أسرة مكتملة، لذا يجب عليه أن يساندها ويكون داعمًا لها من خلال اتباع النصائح التالية:

أن يقوم بتدليل زوجته، والحفاظ على راحتها.
على الزوج أن يساعد زوجته في كل ما تحتاج، وأن يتكفل بكل ما يحتاجه الرضيع.
ألا يتفاجأ الزوج بكمية الأكل التي تتناولها الزوجة بعد الولادة، فيكون ذلك بمثابة تعويض عما فقدته أثناء فترة الحمل.
تفهم الحالة العاطفية التي تمر بها، بالإضافة إلى مساعدتها في حالة إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة.

تعامل الزوج مع زوجته الحامل قد يكون صعبًا في شهور الحمل الأولى، ولكنه سيتقنه على المدى الطويل، مما يؤدي إلى تحسن حالة الزوجة المزاجية.