بقلم / محمد عزالدين

تتغير النفوس بين عشية وضحاها؛ فما بالك بالأفكار؟! ليس من السهل على المرء أن يتخيل تحول الأحداث السريع تنقلا من ليلة الثالث والعشرين من يوليو إلى فجر اليوم ذاته وصولا إلى مشهد نهاري يأخذ الأنفاس بطلهُ الشعب!! هي مصر أيها السادة بلد لا يمكن للمنطق أن يحكمها! حركة أبطالها مجموعة من شباب الظباط تطلب تغييرا فيصبح انقلابا -قياسا لعسكرية التحرك ضد ولي الأمر- ومن ثم مع انتقال دور البطولة إلى طرف جديد لم يكن في الحسبان؛ المدنيون وأغلبهم من غير المسيسين يجبرون التاريخ أن يطلق على انقلاب يوليو لقب (الثورة)!! ويتركون لنا أسئلة إجاباتها قد تفسِّر الكثير؛ هل كان من الممكن أن يرفض الشعب ما حدث؟! هل أدرك الشعب أن ما حدث يعني الإنقلاب على الملك؟ هل حقا أراد الظباط الأحرار الانقلاب عليه؟! هل يمكن لشخص لم يعاصر الثورة أن يتخيل مشهدا واحدا فقط ليوم الرابع والعشرين من يوليو؟!!! من باب الخيال فقط أرى في اليوم التالي للثورة شرفة ما وطفلا لم يدرك بعد حقيقة الأمر لكن الفرحة تغمره لأنه يرى على وجه أخيه الشاب ابتسامة غطت ملامحه وهو يستنشق الهواء بنشوة مرددا “أخيرا هوا نضيف”، ونظرة سعادة من أبيه المنصت لصوت (السادات) يخرج من المذياع مرارا وتكرارا ليعلن عن الثورة والحرية، بينما جدته التي تجلس على مقربة منهم يحاصرها السؤال “هو الملك وافق ع اللي حصل امبارح ده؟!”. يتبع……