بقلم : محمد دوير

في التاريخ مفارقات كبيرة وكثيرة لها العجب. في بداية حكم السيسي كان هناك من يطلق عليه مؤسس مصر الحديثة بعد الوالي محمد علي.

ولكن بعد عدة سنوات من حكمه فوجئنا بأن الأحداث تفرض علينا وضع اسمه بجوار شخص آخر مغمور كان أحد المنفذين لمشاريع ومقاولات خاصة.

وهذه المقارنة ذكرتني بحكاية من حكايات الفتوات للكاتب محمود السعدني.

يحكي أن أحد فتوات حواري القاهرة كان شديد البأس لا يقدر عليه رجال الحارة، وأثناء جلوسهم علي أحد المقاهي مر الفتوة من أمام المقهي فوقف كل من فيها باستثناء صبي “بلية” صغير الجحم والقيمة والأهمية،

الولد استفز الفتوة فحاول أحد صبيان الفتوة اهانته بسبب عدم احترام فتوة الحارة، فما كان من الصبي إلا أن قذف الفتوة بحجر ثم ولي الدبر وجري.

هنا نحن أمام احتمالين هل يجري وراءه الفتوة ويضربه؟ ليقول الناس أن الفتوة ضرب صبيا صغيرا لا قيمة له.. أم يتجاهل الأمر فيتحدث الناس عن اهانة فتوة الحارة دون أن يفعل شيئًا؟؟؟

المهم أن رجال الحارة الجالسون علي المقهي لم يفعلوا سوي الضحك المكتوم والتشفي في الفتوة حيث فعل فيه الصبي ما لم يستطيعوا هم فعله حتي لا يتم التنكيل بهم…

انتهي الموقف بضياع هيبة الفتوة..

ويحكي السعدني ..

أن هذا الموقف كان سببا في تدهور شعبية الفتوة وتطاول الناس عليه بعد ذلك.. حيث امتلكوا الجراءة علي عصاينه والتمرد عليه..

بعد ان انتهت قصة السعدني ذات المغزي.. علي أنه قد تم استبدال فتوة أخر لم تتم اهانته من صبي كالسابق، وبقي رجال الحارة علي وضعهم جالسون علي المقهي ينتظرون صبي آخر ينال من هيبة وكرامة الفتوة الجديد ليضحكوا كثيرا..

وهكذا دواليك..

أما أن يفكر رجال الحارة في وضع تصور جديد لادارة شئون الحارة بدون الفتوة الفرد المستبد.. فهذا ما لم يدر بخلدهم حتي الآن.

انتهت القصة.