غلاء الأسعار أمر وهمي، يُقاس به مدى استجابة المواطن للضغط، وما يحدُث باقتدار، يزيد الضغط، فيزيد الانصياع.
طبعا فيه نوعين من الضغط، الأول أن يتجه المواطن مباشرة لمنافذ بيع السلع الأرخص، أيًا كان، سواء فاسدة وهو يعلم هذا جيدًا وبمنتهى اليقين، ويُطفيء النور ويأكل طعامه، أو يرضخ للمحمل العسكري، ويبتاع منه دعمًا لجمهورية مصر العربية بالكامل؛ كنوع من المواطنة لأجل تسديد قدر ولو يسير من أربعين مليار دولار، ولو كان المواطن الشريف، اهتم انه يصبّح على مصر بجنيه لما حدث ما حدث اليوم والأمس وغدا.

نوع من العقاب:
هذه ليست عدالة إلهية، بل نوع من العقاب الذي نستحقه فردا فردا، لأننا مصريين.
نستحق السحق ، بالجوع ، والمرض ، والبرد في بيوتنا
قريبًا جدًا من يمتلك مدفئة لن يُشعلها..
من يمتلك جهاز تكييف الهواء سينتظر أن تنقطع الكهرباء فلا يبدو في نظر أسرته عاجزًا عن سداد فاتورة استهلاك خرافية.
وربما قد يلجأ حديثي الزواج بتعبئة الثلاجة بالمياة، قبل أن يفقدوا عقولهم بعد انجاب طفل او اثنين وفي الغالب لن يستطيع ذوي الديّن على سداد مصروفات الحفاض وحدها، فليجربوا الحياة أول عشر سنوات بمخزون المياه الإضافي!

مُنزلق تاريخي:
هذه هي المُشكلة،فما الحلول المُقترحة؟
حلول حقيقية، بعيدًا عن توجيه دعوات ثورة
الحل يكمن في قناعة كل فرد أن يُعاقب مُستغليه، والذي اعتاد أن يبيع ألف سيارة بمبلغ نصف مليون جنيه مصري، وارتفع ثمنها فجأة، لن يجد ألف مُشتري لهذه الفئة !!!!!!

 
*** لو كل تاجر معندوش استعداد يخسر، مهما جن جنون الأسعار، بل يظل حافظ مكانه وهامش الربح، فهل لو تراكمت بضاعته، هيضطر لمراجعة نفسه؟!
يعني لما ينتشر خبر أن كرتونة البيض، هيتضاعف تمنها، فورًا وقبل ما بيحصل دا بالفعل بيكون سعرها زاد، في نوع من اختبار مدى استجابة المستهلك، والتاجر معندوش استعداد يدفع الفرق من جيبه وينتظر انه يبيع البيض، وبعدين يحسب المكسب، لا هو مقدمًا بياخد الربح، قبل وبعد ارتفاع الاسعار.