الكاتبة مروى علىّ الدين

– ينفع تتحملنى؟

– اه ينفع

– ينفع نبقى مع بعض ؟

– آه طبعا

– ينفع نبقى زي بعض؟

– زي بعض إزاي؟

– ما إحنا فعلا زي بعض، بس إنت موش واخد بالك .

الكوكب الأزرق يُعاني الوحدة، يتجرع ويلات الاختلاف مع أبناء المجرة، والقمر الوحيد بلا حيلة ، وخيالات الأرضيين السبيل للتواصل مع هزيمة بلوتو المطرود من الدائرة ..

بلوتو الأصغر حجمًا.. الأبعد عن الشمس ..

بلوتو الوحيد ..

إحنا بنحس حاجة واحدة في الوقت الواحد . يعني موش بنحس بحاجتين مع بعض. من غير ما نعرف، أو نختار، بنلاقينا مُنحازين لاختيار نوع واحد من الشعور في اللحظة الواحدة. وممكن بعد فوات اللحظة،

زي ما الزمن بيتحرك،

والأرض بتتحرك بينا

الشعور كمان يتحرك ويتبدل بشعور جديد ، مع اللحظة الجديدة.

الشعور النفسي، مختلف عن الإحساس بالحر ، والبرد، والجوع، والعطس.

يعني مينفعش نحس بالغربة والوحدة والإنعزالية ، والانطوائية، ونحس بشعور الحب والمرح والفرح. في لحظة واحدة. لازم هنكون حاسين بشعور واحد بس .

مينفعش نحس الدهشة والراحة مع بعض.

مبيحصلش ونحس الغضب، في نفس اللحظة مع شعور بالحُب والشغف، أو الفرحة.

ممكن يكون شعور واحد بس بس، بنختار له المُسمى حسب الحالة وقوتها. لأن الشعور النفسي الواحد درجات، له درجات في القوة، ودرجة مننا إحنا في استيعابه، ودرجة في احتماله بعد الادراك للشعور، زي الحُزن مثلا.. ممكن نحس بالحزن. ونستوعب إننا في حالة مزاجية إسمها “أنا أشعر بالحزن” . ونقدر الدرجة . “أنا حزين جدا”. ويمكن نوصل لدرجة “أنا موش قادر أتحمل الشعور دا”.

يبقى عملنا تصنيف للشعور، وحددنا قوته.

الإحساس ، أو الشعور ، بيكون قوي جدا لدرجة بتمنع إنه يتجزأ،أو إنك تحس بحاجتين شبه بعض ، أو حتى عكس بعض. بس بتكون حاسس حاجة واحدة. Here and Now

ولما بتحس بحجات كتيرة،او مبتبقاش قادر تسيطر وتختار حاجة واحدة بس عشان تحسها وتفهمها كويس، بتخاف وتجري وتهرب من نفسك بالكامل، وتبتدي تبص بعيونك اللي اتخلقت عشان تبص عالحجات اللي برَّاك.

العين موش بتشوفك انت غير في المراية. طول الوقت بتكون شايف الآخرين، وللأسف موش شايف نفسك. وأكيد سلوكياتك هتختلف تماما لما هتكون في خروجة برا البيت وقاعد مع اصحابك ، وشايف روحك في مراية _أو زُجاج عاكس _ ..

والشعور الواحد، وفرض الشعور الواحد (الشعور الأُحادي البسيط)، وفرض الفكرة، وفرض الرأي والسيطرة، موش بيحصل، ولا هيحصل غير في حالة واحدة بس. بالقوة.

غير كدا موش هيحصل غير حالة صراع تستمر للأبد. ودا في حالةإن كل الحكاية بتحصل جوا ذواتنا بس، وإحنا لوحدنا في أي حتة. وموش بنتشارك اللي جوانا دا مع حد.

وبيتولد معانا الشعور بالمقاومة. يمكن لأن الهوية في الاختلاف!!

وأوقات الإنسان بيقاوم المٌاومة اللي مولود بيها. يقاوم حالةالاختلاف وبيحاول يكون شه حد،

أو ..

شبه أقرب مجموعة. عشان الزهق والتجديد.

ونتعلم…

التعلُّم بس هو اللي هيخلينا نحتفظ بشعور الطفولة.

الاكتشاف والدهشة هيخلينا سُعداء.

هنحس بانجازات محسوسة موش لازم تكون مادية.

هنحس بشعور انتصار على نفسنا اللي بنحاول نلمها وكما البعير تنتشر وتتوغل وتتسرب.

وأنا موش هينفع أجيلك بشكل واضح وصريح أقولك تعال و.. ” خليك نُسخة مني “؛ لأني موش بدور إنك تكون

معايا، أو شبهي. لا.. لازم تكون نُسخة مني .

ببســــاطة؛

لأن أنا معرفكش. أنا بس أعرفني. وأعرفني كويس. وموش هيحصل وأقدر أتفاهم وأتفاعل وأفرح معاك وبيك غير

لما تكون نسخة مني.

موش هتوافق أكيد إنك تتخلى عن اختلافك عشان تكون نسخة من حد. سواء كنت عايز الحد دا، وعايز تُستنسخ، وتُستمسخ.

هتتحول ساعتها لمُجرد موضوع يتصرف فيه الآخر، ودا مينفعش.

محدش هيقبل إنه يقول لحد “حاضر”، ومفيش حد هيوافق يقول لحد “أنا زيك”،

“أناإنت” “انا معاك”.

رغم ان أغلب سعي الإنسان إنه يتوحد مع شخص، ويرتبط بيه، ويخلفوا نُسخ مُصغرة هجينة منهم هما الاتنين!!!

التركيبة غريبة ودا حقيقي.

الأغرب إن فيه مُقاومة إني أحاول أمسخك، وأنسخك. وإنت هتوافق لو متعرفش.

هتوافق لو أنا عملت دا بطريقة جذابة، وسحبتك لدائرتي. ولما هتحب تستنى في الدايرة دي. ساعتها هنقدر

نحصي المُتشابهات!!!

ومفيش غير الأغبيا اللي هيقولولك تعال خليك زيي وخليك معايا، وخليك شبهي.

هما ليه اغبيا؟

وانت ليه هتقاوم؟

إنت عايز تكون مع حد.. طيب هوإنت عايز تكون إنت ولا حد تاني؟

طيب عايز يكون عندك رأي؟

هو ينفعش ميبقاش عندك رأي؟!!!!!!!

ينفع تقف تتفرج وتفهم وتختار هتعمل إيه ، وهتفكر وتقرر وتنحاز لأي شعور ؟

ينفع تعلن لنفسك إنك” (معندكش رأي ولا موقف )

___ آه ينفع ___

من وجهة نظري الأُحادية ، مع مُراعاة الفروق الفردية

__ آه ينفع __

ينفع ميكونش عندك رأي وتقول موش عارف ، وموش حاسس ، وموش فاهم

___ آه ينفع ___

أفضل من إنك تكون مسخ  على الأقل هتحس بالوحدة وبس ، موش هتحس إنك تايه وموش عارف إنت مين، وإيه اللي جابك هنا، وأنا هعمل ايه؟

كل واحد محتاج يجاوب على الأسئلة دي بنفسه ، وموش محتاج مُلقن، يردد وراه كلام كبير ، ولا قُدوة .

لازم تجرب تكون نفسك

بعيدًا عن فكرة إنه القمر بيلف لما الأرض بتلف ، والشمس بتلف وساحبة القمر والأرض والمجموعة الشمسية

معاها. والمجرة بتلف باللي منها وفيها في الكون. و إنت إيه؟

نفس حالة الأرض والقمر والشمس ولمجموعة الشمسية والمجرة، هو حالك مع كل اللي حواليك.

نسبة من الجاذبية. ونسبة من الهوية. هتحافظ عليهم عشان متبقاش زي بلوتو اللي حاد عن مساره

وزي ما فيه جاذبية ، فيه مُقاومة . هتقاوم اللي بيحاول يجرك ناحيته ، وينسخك ، ويمسخك. انت لاشعوريا،

وشعوريًا بتقاومه. و لو محصلتش المُقاومة في الأول. بتحصل بعدين، لما تنتبه وتعرف ماهية العلاقة بينك وبينه.

وتعرف حدود وجودك المادي، وحدود عقلك، وعقلك ده موديك لغاية فين .

انت كل ما هتبعد عن مصدر الجذب هتفقد الوزن؛

يا تُرى بماذا يشعُر بلوتو؟!!